مسؤول فرنسي: باريس تنظر بإيجابية للتغييرات السعودية

باريس ـ العربية:

مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المقررة مساء الإثنين الى الرياض لحضور القمة الإستثنائية لدول مجلس التعاون الخليجي كضيف شرف، قال مصدر فرنسي رسمي رداً على سؤال لـ”العربية.نت” إن باريس تنظر بإيجابية الى التغييرات الأخيرة في السعودية لأنها “تعطي الملك سلمان الهامش الذي يحتاج إليه في عملية إعادة التنظيم على رأس المملكة”.

المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أوضح رداً على أسئلة عدد من الصحافيين أن الدعوة التي وُجهت الى هولاند لحضور القمة الخليجية التي تستمر يومين في الرياض، وهي دعوة غير مسبوقة، تأتي من “شريك موثوق” في المنطقة، في إشارة الى السعودية، التي قال المصدر إنها ترغب في أن تلعب فرنسا على وجه الخصوص دوراً في حل الأزمات الإقليمية.

أشار الدبلوماسي الفرنسي أيضاً الى أن بلاده تأخذ بعين الاعتبار مصالح وأمن دول المنطقة “خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشركائنا في دول الخليج ومصر والأردن والجزائر”.

وعن زيارة هولاند للرياض، قال إن إعلاناً مشتركاً سيصدر خلالها يشمل محاور التعاون التقليدية الثلاثة بين الجانبين: السياسية والإقتصادية والعسكرية- الإستراتيجية.

وعن إيران، قال المصدر الفرنسي الرسمي: “إن وتيرة رفع العقوبات عنها ليست موضع إتفاق بعد”، مشيراً إلى أن طهران قد تشعر أنها أصبحت أقوى بعد أن توقع الإتفاق النهائي بشأن برنامجها النووي “وهذا من بين الفرضيات التي تدرسها فرنسا مع شركائها”.

وبالتطرق للملف السوري، قال الدبلوماسي الفرنسي إن باريس تدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي مستورا القائمة على أساس مبادئ بيان” جنيف ١”، وكشف عن أن الرئيس هولاند ناقش الموضوع السوري مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش مشاركتهما في إحياء مئوية المجازر ضد الأرمن في يريفان، حيث بدا أن “الموقف الروسي يتقدم ولكن ببطء”، مشيراً إلى ضرورة تحويل هذا التقارب مع الروس إلى مواقف تسمح بتوافقات على غرار ما حصل عشية صدور بيان “جنيف ١”، خصوصاً فيما يتعلق بضرورة رحيل الأسد عن السلطة، (علماً أن الجانب الروسي له تفسير مختلف عن التفسير الغربي لمضمون البيان المذكور خصوصاً بشأن مصير الأسد ودوره في المرحلة الإنتقالية).

وأقر المصدر الفرنسي أن موقف موسكو “يميل دائماً نحو المحافظة على الستاتيكو القائم في سوريا”.

وتحدث الدبلوماسي الفرنسي أيضاً عن المساعي التي تبذلها باريس بشأن إعادة إطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائليين، فقال إن هذه المساعي تتركز حالياً حول بناء توافق بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن تجنباً لأي فيتو أميركي حول مشروع قرار بهذا الشأن، مذكراً في هذا المجال بأن واشنطن استخدمت حق الفيتو أربع عشرة مرة حول المسألة الفلسطينية لدى طرح مشاريع قرارات قبل التوافق بشأنها بين الأعضاء الدائمين.

وذكر المصدر من جهة أخرى بأن مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في الأساس ما زالت دون جواب إسرائيلي، وتوقع أن تكون الرياض مستعدة لتعديل هذه المبادرة ولكن ليس بدون شروط، وعلى رأس هذه الشروط “أن تُظهر إسرائيل إشارات على موافقتها على ما تضمنته المبادرة بشأن قضايا الوضع النهائي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *