البرلمان البريطاني يعترف في اقتراع رمزي بدولة فلسطين بأغلبية 274 صوتا مقابل 12

لندن – رويترز:

اعترف البرلمان البريطاني في اقتراع رمزي بدولة فلسطين بأغلبية 274 صوتا مقابل 12. ويبدو ان الحملة القائمة للاعتراف بدولة فلسطين لا تزال بعيدة عن التحول الى واقع فعلي، وهي تعبر بالنتيجة عن الاحباط الفلسطيني بمواجهة المأزق الذي وصلت اليه عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وكان انضمام فلسطين الى منظمة اليونيسكو في اكتوبر 2011 وحصول دولة فلسطين على صفة مراقب في نوفمبر 2012 شكلا مرحلتين رمزيتين على طريق الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.

وقد اعلنت السويد رسميا الاعتراف بدولة فلسطين، وتقوم بريطانيا بمناقشة هذه النقطة ولو بطريقة رمزية، في حين ان فرنسا قررت اتخاذ هذه الخطوة “عندما يصبح الوقت مناسبا”، في حين نددت اسرائيل والولايات المتحدة باي خطوة في هذا الاتجاه واعتبرت انه لا يزال من المبكر الكلام عنها.

وتعلن السلطة الفلسطينية ان نحو 134 دولة اعترفت حتى الان بدولة فلسطين، الا ان اي دولة من دول الاتحاد الاوروبي الكبرى لم تجرؤ بعد على اتخاذ هذه الخطوة الحساسة. ويفيد دبلوماسيون وخبراء ان المواقف الاخيرة لبريطانيا والسويد وفرنسا تعتبر “تطورا بسيطا” في المواقف من الاعتراف بدولة فلسطين.

وقالت اغنيس لوفالوا الباحثة المتخصصة في شؤون العالم العربي “الوضع يتحرك قليلا وهناك رغبة لدى بعض الدول الاوروبية بالسعي لدفع الامور قدما”. واعتبرت انه امام انتهاء فترة التفاوض بين الطرفين البالغة تسعة اشهر في الربيع الماضي تحت اشراف اميركي من دون التوصل الى نتيجة، كان لا بد من توقع مبادرات من دول اوروبية.

ذلك ان الاحباط الدولي بمواجهة هذا النزاع المعقد، وعدم رغبة الدول الاوروبية خاصة بمواصلة لعب دور المانح الى ما لا نهاية، ساعدا في طرح الموضوع مجددا. ولم يتردد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالقول في نهاية  اغسطس الماضي ان فرنسا لن تقبل بعد اليوم بالاكتفاء بدور “صندوق المحاسبة”. كما قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون خلال مؤتمر القاهرة الاحد لجمع الاموال لاعادة اعمار قطاع غزة “يجب ان تكون هذه المرة الاخيرة التي ندعو فيها المجتمع الدولي للمشاركة في اعمار قطاع غزة”.

الا ان الحل السياسي بين الفلسطينيين والاسرائيليين لا يزال بعيد المنال بحسب غالبية المحللين والسبب على قولهم مواصلة سياسة الاستيطان، وضعف الفلسطينيين وانقسامهم، وظهور تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا الامر الذي همش الى حد ما عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وفي هذا الاطار تبدو مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية محاولة لتحريك دينامية عملية السلام والعمل على انقاذ حل الدولتين الذي لطالما اعتبر الحل الوحيد لهذا النزاع القائم منذ اكثر من ستين عاما.

وقال مصدر فرنسي “ان حل الدولتين يتعثر جدا ولكن لا بديل منه”. الا انه اقر بان فرنسا ليست جاهزة بعد لاتخاذ خطوة الاعتراف بدولة فلسطين على غرار ما فعلت السويد. وقال السفير الفلسطيني في باريس هايل الفاهوم “آمل بان تخطو فرنسا قريبا هذه الخطوة خصوصا انها تعتبر تقليديا القاطرة التي تدفع باتجاه خطوات من هذا النوع”. وفي انتظار هذا الاعتراف تعمل فرنسا على اتخاذ خطوات داخل الاتحاد الاوروبي. وفي بيان له دان فيه بشدة عمليات البناء الاسرائيلية في القدس الشرقية حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ايضا من “تداعيات” لهذا العمل لم يتطرق اليها بالتفصيل.

وفي يونيو الماضي نصحت السلطات في باريس ولندن وروما وبرلين مواطنيها بعدم الاستثمار لاسباب قضائية في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة لان هذه المستوطنات غير شرعية وفق القوانين الدولية. ويبدو ان دول الاتحاد الاوروبي الكبرى لا تزال متحفظة عن التوجه اكثر نحو الاعتراف بدولة فلسطين خصوصا بسبب بعض التحفظات الالمانية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *