بعد 32 سنة على هدمه.. بقايا جدار برلين، أين هي الآن؟

بقايا جدار برلين – أين هي الآن؟
امرأة تكنس حول جزء من جدار برلين في متحف يوروباس باركاس المفتوح في الهواء الطلق بالقرب من فيلنيوس، ليتوانيا، في العام 2019م. (© Mindaugas Kulbis/AP Images)

كان جدار برلين قائمًا لمدة ثلاثة عقود من الزمن يفصل المناطق الديمقراطية الغربية في برلين عن المناطق الشيوعية الشرقية. لقد وافق الحلفاء على انفصال برلين بعد الحرب العالمية الثانية. وأصبح الجدار، الذي بُني في وقت لاحق بهدف وقف الهجرة الجماعية للألمان من الشرق الشيوعي إلى الغرب الديمقراطي، رمزًا للانقسام الذي فرضته الحرب الباردة قبل أن يتم هدمه في العام 1989م.

خلال 32 عامًا بعد تفكيك الجدار، شقت أجزاء من هيكله الخرساني، الذي كان شامخًا في السابق، طريقها في جميع أنحاء العالم.

تم العثور على أجزاء من الجدار الذي كان يبلغ ارتفاعه 5 أمتار وطوله 165 كيلومترًا ليس فقط في ألمانيا، ولكن في عشرات الأماكن الأخرى، بما فيها أستراليا والبرازيل واليابان والمكسيك وقطر وروسيا وسنغافورة وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة، وفقا لمشروع ’ذا وول نت‘ (The Wall Net)، وهو مشروع رقمي يتتبع بقايا جدار برلين في جميع أنحاء العالم. هذه الأجزاء تحظى بتقدير هواة التاريخ ومحبي الديمقراطية.

إليزابيث ديلا زازيرا، الباحثة بمرحلة ما بعد الدكتوراه في معهد العلوم الإنسانية بجامعة كنيتيكت، كتبت عن كيفية نقل وتداول الأجزاء. بعض القطع تم تقديمها كهدايا أو تم التبرع بها للمتاحف. وكان الشعب الألماني قد مُنح الدور الأساسي في تفكيك الجدار. لكن القوات البريطانية، التي ساعدتهم في هدمه، سُمح لها بنقل بعض القطع إلى المتاحف العسكرية البريطانية.

كما قام الناس أيضًا بشراء قطع من الجدار. ففي العام 1990م، منحت وزارة التجارة الخارجية في ألمانيا الشرقية لشركة استيراد وتصدير اتفاقية ترخيص لبيع أجزاء من الجدار- أجزاء بعرض 1.2 متر بسعر يتراوح ما بين 60 ألف دولار و200 ألف دولار.

كان المشترون مهتمين في الغالب بالقطع المغطاة بالرسوم الفنية من جانب الجدار المواجه لجهة الغرب. وفي نهاية المطاف، بعد إعادة توحيد ألمانيا، انخفضت قيمة أجزاء الجدار، وانتهى الأمر بالكثير من الخرسانة غير المزخرفة في مشاريع الطرق ومشاريع الأشغال العامة الأخرى.

اليوم، المتحف الوطني للدبلوماسية الأميركية بوزارة الخارجية الأميركية هو موطن لقطعة بارتفاع 4 أمتار عليها توقيعات 27 من القادة الذين لعبوا أدوارًا في هدم الجدار والدفع قدمًا في إعادة توحيد ألمانيا. ومن بينهم الرئيس الأميركي الراحل جورج إتش دبليو بوش ووزير الخارجية الأميركية الأسبق جيمس بيكر والمستشار الألماني الراحل هيلموت كول ورئيس الوزراء السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف وزعيم نقابة العمال البولندية والحائز على جائزة نوبل للسلام ليخ فاليسا.

الفنان مايكل فيشر-أرت من مدينة لايبزيغ رسم على هذا الجزء رسمًا يصور المتظاهرين خلال مظاهرات تلك المدينة في 1988-1989م. وقد صنع فيشر-أرت العديد من اللافتات التي حملها المتظاهرون وهم يهتفون، (“نحن الشعب”)، (“الحرية”) وغيرها من الرسائل المؤيدة للديمقراطية.

احتفظ مجلس نواب مدينة برلين بمخزون يحوي 30 جزءًا من الجدار لتوزيعها على قادة الدول المختلفة خلال الزيارات الرسمية.

وكتبت ديلا زازيرا “إن الجدار الذي تم فصله إلى أجزائه المكونة له، وتقسيمه إلى قطع، لم يعد عائقا، وإنما أصبح بمثابة تذكير بالتقسيم وإعادة التوحيد، وبالنزاع والحل، وبالقيود والحرية. وفي كل حالة، فإن هذا الرمز القوي عندما تمت إزالته وتحويله إلى سياق مختلف، صار يحمل معنى جديدًا مستمدًا من السياق الجديد المحيط به”.

 

بقايا جدار برلين – أين هي الآن؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *