الرأي

حساسية السيارة من آيسكريم الفانيلا!!

محمد عبدالله الفريح

مدير إدارة النشر والترجمة - شركة العبيكان للتعليم

(سيارتي تعاني حساسية من الآيس كريم نوع الفانيليا) هذه قصة حقيقية طريفة:

وصلت شركة جنرال موتورز الأمريكية رسالة غريبة من أحد زبائنها يقول فيها: (إن سيارتي تعاني من حساسية شديدة من أحد أنواع الآيس كريم، وتحديداً بطعم الفانيليا)، وقال في رسالته: إنه يعرف جيداً أنه أمر جنوني ولن يلومهم إذا لم يصدقوه، ولكن هذه هي الحقيقة وهذا هو ما يحدث معه. فيومياً بعد العمل يقوم بالذهاب لشراء الأيس كريم، وإذا اشترى أي نوع غير الفانيليا فإن السيارة تعمل جيداً، أما إذا كان الأيس كريم بطعم الفانيليا فإن محرك السيارة لا يدور!!

لم تهمل الشركة الرسالة وأرسلت مهندساً ليفحص شكوى الرجل، ليصاب المهندس بالذهول عندما اكتشف أن شكوى الرجل صحيحة وحقيقية. فقام بقيادة السيارة بنفسه وذهب وحده بها لشراء الآيس كريم، ليحصل علي نفس النتيجة: بطعم الفانيليا لا تدور السيارة، وبأي طعم آخر تدور السيارة ولا إشكال أبداً!!

ولكن كانت الملاحظة التي وضعها المهندس هي: أن شراء آيس كريم الفانيليا (والذي يتوفر كثيراً للطلب المرتفع وعبواته جاهزة ) لا يستغرق وقتاً في الشراء بينما أي طعم آخر غير جاهز فيستغرق وقتاً أطول!

وبالتالي كان السؤال المنطقي الذي طرحه المهندس هو: لماذا يمتنع المحرك عن العمل عند إعادة تشغيله بعد مدة قصيرة عند شراء ( الفانيليا)؟ بينما يعمل بشكل طبيعي بعد التوقف لفترة أطول (عند أي طعم آخر)؟! لتقوم الشركة ببحث طويل وتكتشف ظاهرة تحدث للبنزين تسمى (vapor lock)، وفيها يتحول بعض البنزين من سائل إلى غاز، فيمنع تدفق البنزين داخل المحرك، وعندما يترك المحرك فترة أطول ليبرد تنتهي: تلك الظاهرة.

العبرة… رؤيتك للأحداث تختلف عندما تمتلك عِلماً يُمكِّنك من تحليل الأمور والوصول إلى حلول تطور من ذاتك، بينما لا يمنحك الجهل إلا الخرافة فتقول: أن السيارة مسحورة أو فيها جنّ. لا أرى عدواً للإنسان أعدى من الجهل، لأن الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به.

……………………………

ذهب فلّاح لجاره يطلب منه حبلاً لكي يربط حماره أمام البيت، أجابه الجار بأنه لا يملك حبلاً ولكن أعطاه نصيحة وقال له “يمكنك أن تقوم بنفس الحركات حول عنق الحمار وتظاهر بأنك تربطه ولن يبرح مكانه”، عمل الفلّاح بنصيحة الجار .. وفي صباح الغد وجد الفلاح حماره في مكانه تماماً.

ربَّت الفلاح على حماره.. وأراد الذهاب به للحقل.. ولكن الحمار رفض التزحزح من مكانه!! حاول الرجل بكل قوته أن يحرك الحمار ولكن دون جدوى .. حتى أصاب الفلّاح اليأس من تحرك الحمار. فعاد الفلاح للجار يطلب النصيحه.. فسأله: “هل تظاهرت للحمار بأنك تحل رباطه؟ فرد عليه الفلاح بـاستغراب: “ليس هناك رباط”. أجابه جاره: “هذا بالنسبة إليك أما بالنسبة إلى الحمار فالحبل موجود”. عاد الرجل وتظاهر بأنه يفك الحبل .. فتحرك الحمار مع الفلاح دون أدنى مقاومة!!.

العبرة… لا تسخر من هذا الحمار، فالناس أيضاً قد يكونون أسرى لعادات أو لقناعات وهمية تقيدهم، وما عليهم إلا أن يكتشفوا الحبل الخفي الذي يلتف حول (عقولهم) ويمنعهم من التقدم للأمام. أي أمة (تتوارث أجيالها الحديث عن الضعف والتخلف والخوف والفقر) ستبقى متأخرة حتى تفك حبلها الوهمي!! وقتها تستطيع ان تنهض وتمضي من جديد.

الهزيمة النفسية هي قيد الوهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *