خربشة ومغزى

“التعلم من التاريخ .. دراية ونضج”

أحمد بن عبدالله الحسين

التاريخ هو وعاء الزمان
وحكاية البشر المدفونة منذ نشأتهم. التاريخ عند دارسيه ليس أكواما من الورق الميت يعيش على الأرفف، بل هو ما سطرته عقول كثير منهم كانوا عظماء، دوَّنوا فيه ملاحم وأحداثا وأخبار الأمم.

هنالك في التاريخ
ما كررته البشرية عبر الأزمان دونما تعلم منه، وهنالك ما هو ساكن في توابيت محنطة إذا رُفع الغطاء عنها لسعته ثعابينها ؛ لأنها مؤلمة ولا نفع منها.

التعلم من التاريخ
سمة نضج ودراية وفيه كثير من العبر والدروس نقتبس منه التالي:
•أنه يختصر الزمن لبلوغ النضج عند الأمم حينما لا تُعاد التجارب وتُكرر الأخطاء، بينما ينطبق على حال الأمة التي لا تستفيد من التاريخ الوصف التالي: “نتعلم من التاريخ أن أحدا لم يتعلم من التاريخ”  .
•أن الماضوية في التاريخ هي للعبرة وأخذ الدرس، ولا تُحمل على الكتف للتحدث معها ومصاحبتها أو استدعائها لإعادة صياغة النهوض نحو المستقبل. ولا شك أن حنين الماضوية له اعتبار وافتخار وإنما لكل زمن سياقاته الخاصة وأدواته وإبداعاته والنهوض والتقدم لا يأتي إلا من المثابرة.
•وأن المغلوب مولع بمحاكاة الغالب؛ لأن الهزيمة توحي إليه أن مشابهة الغالب هي قوة يدفع بها مهانة الضعف من تلك الهزيمة.
•كذلك من ارتضى لنفسه أن يكون شاة أكلته الذئاب.
•أن العدل إذا دام عمّر، والظلم إذا دام دمّر.
•والأمة إذا دخلت في سنّ اليأس لا تعود لشبابها أبداً رغم محاولاتها التغيير وذلك لفوات الأوان.
•أن الرخاء والازدهار والأمن يساهم في بناء لحمه الشعوب وتجنب الحروب والخوف والفقر.
•وأيضا أن من كبر مقامه وجاهه وكيانه تكبر معه حاشيته وبطانته، ومع استمرار نمو الحاشية واستفحالها قد تحبس صاحب الجاه في خلخالها، فيأتي حينها الخلل والوجع فينطبق عليها المثل البغدادي؛ جاءتنا الحمّى من رجلينا أي من أعضاء الجسم لا من خارجه.

ويبقى التعلم من التاريخ
مدرسة لها تلاميذها وبمهارتهم يستخلصوا النافع لأمتهم؛ بعيدا عن غلو يتخلل مرويات كتبها منتصر ومغلوب أو أصحاب ميل فيه استعداء وقد يكون استرضاء هؤلاء التلاميذ المنتفعين لهم تيقظ لهوية الانتماء، وإدراك الشعوبية التي تتسلق افتخار تصنعه ثعالبية دهاتهم.

رد واحد على ““التعلم من التاريخ .. دراية ونضج””

  1. يقول خليفة بن سالم الجعيب:

    اخي العزيز احمد. الموضوع شيق ويستحق الاهتمام واخذ العبر من دراسة التاريخ ليست مجرد اطلاع على احداث ووقائع حدثت انما تعني التعمق ودراسة وتحليل تلك الاحداث للخروج بفايدة يستنير بها في كل عصر هذي مشاركة ومنكم دوما نستفيد حفظكم الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *