صون لغة وثقافة إحدى القبائل الأميركية الأصلية

صون لغة وثقافة إحدى القبائل الأميركية الأصلية
ابنتا كيرينا غيري، نياستيثا وزاوينا غيري، تجمعان عيدان البوص بمناسبة تجمع اجتماعي عام 2017م. (© Quirina Luna Geary)

تضم الولايات المتحدة العديد من الهويات واللغات والأديان. وهذا التنوع يشكل جزءًا أساسيًا من هويات الأميركيين، ولقد كرس العديد من الناس حياتهم من أجل الحفاظ على ثقافاتهم وصون تراثهم.

كيرينا غيري هي من الأميركيين الأصليين. على الرغم من أنها لم تتوقع أبدا أن تكون مسيرة حياتها المهنية الحفاظ على لغة الموتسون، لغة أسلافها، إلا أنها تقول إن القيام بذلك بدا وكأنه يمثل العودة إلى حضن الوطن. غيري هي واحدة من العديد من النساء الأميركيات الأصليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة اللواتي يعملن على إبقاء لغات قبائلهن حية من خلال الدراسة والتدريس والدعوة إلى استمرار وجودهن.

وعلى الرغم من أنها ترعرعت في بيئة أميركية أصلية وحافظت على الممارسات الثقافية التقليدية، “إلا أن أحد الأشياء التي لم تكن متوفرة لدينا هو اللغة”، تقول جيري. فاللغة مرتبطة بشكل وثيق بالهوية.

في العام 1996م حضرت غيري وشقيقتها ورشة عمل في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، تم تنظيمها برعاية المدافعين عن بقاء لغة سكان كاليفورنيا الأصليين.

أثناء قيامهما بإجراء الأبحاث في المؤتمر، اكتشفتا أن الجدة الكبرى لجدتهما عملت مع أكاديميين في أوائل القرن العشرين للحفاظ على لغة الموتسون قبل وفاتها في العشرينيات. وتقول غيري إنها شعرت وكأنّها علامة تدل على أنها تسير في الاتجاه الصحيح لمواصلة معرفة المزيد عن اللغة والثقافة. وأضافت “أنه لم يكن بمقدورنا تصديق ذلك. فهذا العمل كان بمثابة ذهب بالنسبة لنا.”

وقد بدأت تعمل مع أحد الأكاديميين في جامعة أريزونا لتعلم التحدث بلغة موتسون وتوثيقها. وامتدت شراكتهما على مدى عقدين وأسفرت عن تأليف قاموس باللغتين الموتسون والإنجليزية، وهو الأول من نوعه. كما نشرت غيري كتبًا للأطفال بلغة الموتسون.

وقد عملت غيري في تدريس الطلبة المتحدرين من سلالة موتسون لغة الموتسون لسنوات طويلة. وتقول إن 60 طالبا وطالبة سجلوا للالتحاق بالصف ولكن لم ينتظم في حضور الصفوف سوى 15 تلميذا- معظمهم من النساء– حيث إنهن الأكثر التزاما بتعلم اللغة. وأوضحت غيري، “لقد تأكدت من أنني عندما كنت أتعلم لغة الموتسون، سأشارك المعرفة التي اكتسبتها مع الآخرين.

لغاتٌ اندثرت

تقول الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 90% من لغات السكان الأصليين في العالم ستختفي بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، وإن 600 لغة قد اختفت بالفعل منذ العام 1900م. وتُعد الولايات المتحدة موطنا لعدد لا يُحصى من لغات السكان الأصليين الأخرى- بالإضافة إلى التقاليد الثقافية والأديان للعديد من السكان المهاجرين- وتدعم حقوق جميع الناس في الحفاظ على لغتهم وثقافتهم.

يقول المجلس الهندي الوطني للشيخوخة إن أي لغة يتحدث بها أقل من 10 آلاف شخص تُعد في خطر.

وتستشهد غيري بدراسات تثبت أن تعلم لغات السكان الأصليين، مثل لغة الموتسون، يربط الناس من خلال الثقافة والخبرة المشتركة والاحتفاء بالتراث.

وتقول “إن الأمر لا يتعلق فقط بالتحدث باللغة. وإنما هو فعلا متجذر بعمق في الهوية حيث يزدهر الناس عندما تزدهر اللغة، وتبدأ الأشياء الجيدة في الحدوث”.

ابنتا كيرينا غيري، جوناثان كوستيلاس وليليان كامارينا، تتعلمان تركيب الجمل في لغة الموتسون في العام 2016 باستخدام نظام للرموز بالألوان طورته جيري في معهد ’بريث أوف لايف‘ لتعلم قواعد لغة الموتسون. (© Quirina Luna Geary)

 

ابنتا غيري، نياستيثا وكييل غيري، تجمعان توت مانزانيتا لصنع عصير الفاكهة في كليرليك، كاليفورنيا، عام 2018م. (© Quirina Luna Geary)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *