في مخيلتي فقط!

صورة الكاتبات
صباح الحكيمي

كنت في زيارة لبعض الصديقات، حيث مر عقد من الزمن انقطعت عني أخبارهن، وفي تلك الزيارة جلسنا نتجاذب أطراف الحديث، إذ بإحداهن تتحدث قائلةً: لقد طفت العالم، ودست الطب والصيدلة، ومارست المحاماة والهندسة، وقرأت الكتب والقصص البوليسية، وصقلت شخصيتي بعلم النفس، وقد أصبحت عالمة وروائية وسياسية مخضرمة، وهويت الشعر العربي الفصيح منه والدارج.

ومارست فنون القتال اليابانية، وتغلغلت في الرسوم التشكيلة، وترجمت الكتب الفرنسية والروسية.

وركبت الخيل العربية، وأبحرت باللغات العالمية، وتعلمت الموسيقى العربية والغربية، وأصبحت سيدة أعمال عالمية. وألفت الكتب والقصص، وعملت في الإعلام وأصبحت صحفية مشهورة. ودرست في أرقى الجامعات، ولدي الماجستير والدكتوراة الدولية، وفتحت المحال التجارية والصناعية.

اندهشت من قولها وما زالت ستسرد لنا المزيد، حتى داهمتها بالقول هل يعقل ما سمعت؟!

فقهقهت قائلةً وهناك المزيد يافتاة.. فأسردت حديثها قائلةً: نعم، إنه في مخيلتي فقط!

فأجبتها ولم لا؟ لم لم تحققي ماتحلمين به.

قالت: لم أجد الدعم النفسي ولا الدعم الأسري.

أخبرتها الآن يمكنك ذلك، أصبح العلم سهلا، هناك التعليم عن بعد بأي مجال وتخصص وهواية ترغبين، وهناك الكثير ممن بدؤا متأخرين لكنهم نجحوا وأبدعوا، ربما تكون الفرص الاستثمارية الآن متاحة أكثر من السابق، فلا مكان لليأس في حياتنا.

وقد قال أحدهم :يحاصرونك بالتوقيت والعمر في الدراسة والشهادة، والابتعاد والوظيفة وأمنيات المستقبل، يضعون لكل مراحلك عمر حسب رؤيتهم، يحطمون كل أحلامك وطموحاتك، ويغلقون جميع الأبواب بوجهك ثم يقولون أنت تأخرت، من جعل للأحلام والطموح والدراسة عمر لم يستوعب أن كل إنسان له وقته، وظروفه وقصته وطريقته المختلفة.

ناضلوا من أجل تحقيق أحلامكم فليس للطموح طريق أو أبواب مغلقة، بل هو بحر يمكن للجميع خوض غماره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *