لبنان .. ما هكذا تورد الأبل

محمد البكر

لا أعرف سبباً واحداً يجعل شرائح عريضة من الشعب اللبناني، والكثير الكثير من إعلامهم وإعلامييهم يتخذون مواقف سلبية، وأحياناً عدائية ضد المملكة ومجتمعها وشعبها . فالمنطق يقول إن رد الفعل يكون مبنياً على الفعل ذاته. والمتتبع لسياسة المملكة عبر العقود، لا يتذكر موقفاً سلبياً واحداً اتخذته المملكة أو مواطنوها ضد لبنان وشعبه . والمنطق – أيضا – يؤكد أن معادلات الحاجة والتقارب بين أي طرفين تصب لصالح القوي . مما يعني أن لبنان واللبنانيين يحتاجون للمملكة وليس العكس . ومع ذلك لم تشهد العلاقات سواء من أعلى الهرم السعودي أو أسفله ، أي تعالٍ أو استقواء أو استكبار على لبنان وشعبه .

اللبنانيون يعتزون بحضارتهم وثقافتهم وأذواقهم ومهاراتهم ، وهذا من حقهم . لكن تضخيم الذات جعلهم يعتقدون أنهم أصحاب فضل علينا . وأنا هنا لا أريد التقليل منهم ، بقدر ما أريد التوضيح أن غالبية المهن التي يقومون بها هنا ، هي مهن عادية يمكن أن يقوم بها غيرهم بكل سهولة ويسر ، وحتى لو كانوا يعتقدون ذلك ، فهم لا يقومون بها لـ “سواد عيوننا” ، بل يقبضون مقابلها ، مثلهم مثل بقية الأجانب الذين يعملون حول العالم خارج بلادهم .

قضية تهريب المخدرات داخل الرمان ليست الأولى التي تضبطها أجهزتنا الأمنية ، فقد أحاطت المملكة الجانب اللبناني أكثر من مرة . مما يعني أن قرار المملكة إيقاف استيراد المنتجات الزراعية من لبنان ، يتحملها الجانب اللبناني “المستهتر” ، وهو الذي أضر بمواطنيه المزارعين .

يزيد استغرابي بعد ضبط عملية التهريب الأخيرة ، أن الإعلام اللبناني يتحدث عن كل شيء ، من لومِ للسعودية ، مروراً بمطالبتنا بدفع تكاليف أجهزة سكانر عند المنافذ اللبنانية لضمان عدم التهريب ، وانتهاءَ بكيل الاتهامات لنا بتهمة حصار لبنان والضغط عليه . غريب أمر هؤلاء القوم .. لا أحد من قنواتهم ولا إعلامييهم ولا مثقفيهم ولا رجل الشارع البسيط ، يتحدث عمن حوّل وطنهم لأكبر مصدر للمخدرات والممنوعات والأعمال الإرهابية حول العالم وبخاصة دول الخليج . وإذا افترضنا أنهم لا يقومون بذلك خوفاً من بطش حزب حسن نصر الله الإرهابي، فعلى الأقل عليهم بلع ألسنتهم وعدم الإساءة لمن يحبهم ويحاول مساعدتهم كما كان يفعل عبر عشرات السنين الماضية .

لنا أصدقاء وأحباب من لبنان، وللبنانيين أحباب وأصحاب من السعودية، ومن الحماقة تسميم تلك العلاقات من خلال التجاوزات التي نرصدها من العديد من المثقفين والسياسيين وبعض اللبنانيين المتغطرسين . لا نريد منكم غير إيقاف تهريب المخدرات ، ومواجهة حقيقة داخلكم لتعرفوا من هو صديقكم من عدوكم ، فالعلة منكم وفيكم . ولكم تحياتي.

رد واحد على “لبنان .. ما هكذا تورد الأبل”

  1. يقول يوسف احمد الدليجان:

    مشكلة اللبنانيين إنهم شايفين نفسهم علينا يعني مازالت نظرتهم القديمه لنا َكما هي.. التعالي علينا ذابحهم يتجاهلون الطفره الكبيرة للمملكة وشعبها… الحقد والغيره عاميه عيونهم ومايبون يعترفون بإننا عديناهم بسنوات وخلهم يجرعون كأس الذل من أسيادهم أصحاب العمايم العفنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *