الرأي

تسليع النساء!!

محمد الدخيل

كاتب وناقد سعودي

مئات المشاهد والصور التي تعج بها وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي وتقتحم هاتفك الجوال في كل لحظة، لنساء يتم التركيز على أجسادهن وإبراز مناطق الإثارة فيها. مثل المؤخرة والصدر. ‏كلها يتم إبرازها بأحجام معينة أضخم من المعتاد و غير طبيعية غالبا، أي تم العمل عليها جراحيا لتبدو بهذا الشكل.

‏الوجه مصدر المشاعر وعنوان روح الإنسان وإشعاعه، وسبب التعلق والوقوع في الحب، يأتي جانبيا وثانويا، بعد أن تم تسليعه هو الآخر بعمليات نفخ الشفاه والشد والحقن، حتى صار الجميع متشابهًا وفقد الوجه معناه. منذ مدة أصبحت هذا المشاهد تسبب لي الكثير من الانزعاج. صرت أرى كيف أن المرأة قد أصبحت سلعة يتم تسويقها وبمقاييس معينة للاستهلاك‏ أو التفكير الجنسي المحض.

‏افتقدنا في صورة المرأة لمعة العينين وملاحة الابتسامة، وعفوية الضحكة، وكيمياء الاختلاف والتفرد. اختفى الإنساني فينا وبرز الحيواني والشهواني.

‏لا تحتاج علاقة المرأة بالرجل حين نعرف الحب الحقيقي ونتحرك بدافع الحب الحقيقي كل تلك الأشياء والتفاصيل. والشكل الذي ستظهر به أمامك سيكون مقياس الجمال وعنوان الشوق بالنسبة لك أيًا كان ذلك الشكل. ‏لكنك يستحيل أن تقع في حب امرأة لأن استدارة مؤخرتها قد أعجبتك، أو امتلاء صدرها قد أثارك!!

ترى هل يأتي اليوم الذي نستعيد فيه براءة الأشياء وطبيعتها، أم أنها مرحلة قد تجاوزناها وتركناها خلفنا إلى الأبد؟

رد واحد على “تسليع النساء!!”

  1. يقول منى حمود:

    حقاً كل كلمة قلتها حقيقة وهذا مزعج فأصبحت النساء المشهورات في الغالب هم المقياس الوحيد للجمال. لن نخفي الحقيقة فبعضهن فعلاً جميلات وبعضهن خضعن للتجميل ليصبحن جميلات ولكن إن شاء الله يصبح الجمال وحده هو المقياس للأنوثة فهذا ظلم عظيم.

    منى حمود
    كاتبة في صحيفة لعناوين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *