الرأي

هل أنت بخير؟

أسماء العبداللطيف

كاتبة سعودية،مدربة معتمدة في القراءة

قبل البداية
لكل من حمل إنجازا قد تحقق في عام 2020 …. يجب أن تدرك أنك أسطورة فمزاحمة هذا العام بالنور معجزة ..

…….
(بين السحر والنحر)
في الجزء الآخر من العالم تبحث كل أسرة عن شجرة مناسبه لها …

ينزعونها من أعماق الأرض وينصبونها في قلب البيت يعلقون المصابيح الصغيرة بين أغصانها كالنجوم ….و حول جذوعها المبتورة يتحلق كل شيء الأسرة الهدايا الأمنيات.
هنا في منزلنا تقلب (سارة) صور أفراد أسرتها وتتحدث معهم عن حجم الشجرة وتشاكسهم بالهدايا الموعودة ..
بينما جدتها تجر خطواتها الثقيلة إلى سجدتها ،كانت تلوح لها ببطء وابتسامة دافئة يلمع أثر الوضوء عليها …

أعلم الآن أن الأسئلة والأفكار قد تجيشت في عقلك ، وأنك مستعد لخوض معركة الأديان وتقاطعها ثم ستنتهي لإنكار الأسرة أو القصة … بينما الجدة ترتل خلف الشجرة لكم دينكم ولي دين … بكل سكينة اليقين ويقين الحق .

والحقيقة لا احمل أي تفسير الا تفسير واحد (نحن نملك قوة وجودنا او تلاشينا عبر أجيالنا ) وهذه قصة طويلة ..قصة دين قصة لغة قصة قيم .. واعلم أنه من المرعب ان يهرم المرء وهو يتلاشى ولم يبقى منه عبر السنين الا ماء الوضوء وهو يمر ببطء بين تجاعيده . قلت لكم هنا قصة طويلة لا مجال لبكائها الآن …لنعد لقصة منزل سارة !
في هذا المنزل البعيد هناك على أطراف مانيلا كأي منزل في العالم لم تكن سنة 2020 سنة رحيمة ..تقلب بالخوف والاضطراب ونقص السكينة وفقدان السعادة , كانت الأسئلة تتكاثر وتغلي كل يوم بينما يشق الفايروس طريقة عبر المحيطات والقارات دون أن يترك فرصة لفهمه . لكنه ترك شيء واحد لنا جميعاً ، هو ،،(الشعور) .. رغم صوم الحواس كلها والتفافها خلف الكمامات والمسافات لكن بقيت العين تنظر بشوق تارة وحميمية تارة أخرى ,تنظر برحمة وتنظر بحيرة …. أصبحنا نتحدث و نغضب ونلتقي بها .
لم يقاتل أحد كالمتفائلين العالقين بالنوافذ ومشاهد سرب الطيور وهي تقبض وتبسط أجنحتها فوق العالم و ما يشعر…

لم يكونوا يكذبون رغم شعورنا بذلك ؛ لكنهم يحملون حياة مع كل قصة يأس ويحملون الفجر رغم سرمدية الظلام ، كانوا القصص التي أردنا سماعها ، كانوا الشفاء الذي غابت أعراضه …
كان الخوف يتخطفهم من يوم إلى آخر لكنهم تعاهدوا الأمل فلم ينسوا طمأنينته ..

أولئك القادرون على فتح عقولهم وقلوبهم وأيديهم لـ 2021 كقصة جديدة بميلاد جميل ..لا ينزعون الأشجار بل يغرسونها ….لا يوقظهم الصباح بل يفتحون النوافذ يرقبون تبين خيطه الأبيض من الأسود …يرتلون الأذكار ويصحبون فيروز …

إن لم تكن منهم أبحث عنهم ….فهم بسطاء في الظاهر لهم عمق عظيم في الداخل … يفهمون حزنك و يبتسمون للأمل فيك ، تلمح في أعينهم أكثر مما تلمح في كلماتهم … يؤمنون بكلمات (غداً ، والقادم ، والفجر ) لكن الإيمان بك أعظم فأنت الغد وأنت الفجر وأنت القادم أنت النخلة وأنت الأرض..لا يجعلون الحزن يأخذك بل يأخذونه منك دون أن تشعر ..
قابلين للسعادة ،كوب قهوة غصن وردة بيت شعر عظيم ، أشياء تسكرهم طرباً وكأن لم يمسهم من قبل ضرا … يفضفضون المواقف السعيدة ويكررون المواقف الطريفة ..ويغرقون بالضحكات دون تعب ..
يكثرون الإمتنان و الشكر ..
كل يوم هو مشروع سعادة …
لا يتساهلون مع الماضي كل حدود لحظاتهم محمية .
كل شيء معهم يزداد الايمان الأحلام الحب .
هل خطر ببالك أحدهم ؟
اتصل به الآن … أنت تستحق ..

و قبل الختام ..
ساعات وتنقضي هذه السنة حاملة معها كل شيء ، وسنظل ننظر لها كالغز أو ربما كرعب أو كذكرى نهشها من أمام أعين العمر بفزع .
في نهاية هذه السنة ربما يجب علينا أن نتنفس بعمق و نؤجل بعض الأسئلة المباشرة لبعضنا ….
ماهي إنجازاتك ..؟
كيف كانت أهدافك ..؟
وكيف ستعوض تلك الأيام….؟
وغيرها من الأسئلة ، تلك التي نحاول أن يكون الشخص الذي أمامنا مرئيا و مقنعا … !
يجب أن نسأل سؤالا واحاد …هل أنت بخير ؟
أن كنت كذلك فهذا يكفي وهذا أجمل نهاية لهذا العام …
والحمدلله رب العالمين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *