عام التعرف على كنوز الوطن

علي الشدي

حينما أردت وضع العنوان أعلاه، سألت أكثر من شخص ماذا يمكن أن نطلق على 2020 الذي نودعه بعد أيام؟ فقال الأول عام الكورونا.. وقال الثاني عام المصائب.. وقال الثالث عام تعطل كل شيء.. واعترضت على كل هذه الأسماء المتشائمة، وقلت لماذا لا ننظر إلى الجانب الإيجابي أو الجزء الممتلئ من الكأس، فالعام الذي يستعد للرحيل رغم ما فيه من الجراح والتحديات، قد أتاح للبشرية عامة وللدول التي لديها قيادات حكيمة عديدا من فرص تقوية أجهزتها الطبية، واستعمال التقنية الحديثة بشكل صحيح في جميع المجالات، والتخطيط الأفضل لمستقبل اقتصادها في ظل الظروف الصعبة..

وهذا ما حدث في بلادنا وشهد به العالم ومنظماته المتخصصة. ومن الجوانب الإيجابية خلال العام الذي نودعه، وهو موضوع مقالي اليوم، أن جعلنا نتعرف على الكنوز العديدة في بلادنا، وأهمها التنوع الجغرافي، فهناك الجبال والسهول والبحر والصحراء.. وهناك أيضا تنوع المناخ من دافئ في الشتاء في جدة وجازان وغيرهما، إلى معتدل صيفا في الطائف وأبها ومناطق الشمال، وهو ما يفتقر إليه كثير من الدول ذات الجغرافية الواحدة والمناخ الواحد.. ثم هناك الكنوز الحضارية التراثية التي سجلت منظمة اليونسكو العالمية بعضها ضمن أهم المواقع التراثية العالمية.

ولعل أفضل من يتحدث عن جمال بلادنا بعد البقاء فيها عاما دون سفر هم رجال أعمال أعرفهم عن قرب وأولهم أمير ومهندس صمم ونفذ منتجعا جميلا في قمة عالية بجبال الشفا في الطائف واتخذه مقرا صيفيا له ولعائلته. أما الثاني، فيقول أملك بيتا في إحدى المدن الفرنسية الجميلة وآخر في لندن وكنت أوزع رحلات العائلة في العام وهي كثيرة بين الموقعين معتقدا أنني لن أصبر عنهما أبدا.. وحينما وقعت الأزمة وبقينا في بلادنا.. وجدنا في مزرعتنا في إحدى المحافظات القريبة من الرياض وشواطئ المنطقة الشرقية خير بديل.. خاصة أن مستوى الخدمات قد تطور في مدننا ومناطقنا حتى المحافظات الصغيرة تجد فيها جميع الخدمات المتطورة. وقال آخر، وهو أيضا رجل أعمال يزور عديدا من دول العالم، لقد وجدت أن قضاء إجازتي الصيفية في مزرعتي بمنطقة الهدا في الطائف أفضل بكثير من أي دولة أوروبية. ويبقى بعد ذلك الدكتور عبدالله القويز، رائد رياضة المشي في الجبال أو ما يعرف بـ (الهايكنج)، حيث وجد في جبال بلادنا شمالا وجنوبا مكانا يرتاده مع بعض هواة هذه الرياضة الجميلة التي كان يضطر للسفر إلى دول أخرى لممارستها.

وأخيرا: إن أردت أن أذكر الرواد في تشجيع السياحة الداخلية من القادرين على السفر للخارج، فلا بد من ذكر الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي – متعه الله بالصحة – الذي يشجع عائلته الكبيرة على قضاء إجازاتهم بين القصيم والطائف والجوف وغيرها. وأذكر أيضا الدكتور عبدالرحمن الزامل وعائلته ومجمعهم الصيفي الواقع في أفضل موقع في مدينة أبها، وقد انضم إليهم عبدالرحمن الجريسي في هذا المجمع. وأختم بدعوة إلى عدم العودة إلى السفر الخارجي الكثير، كما كنا سابقا، حيث نستغل أي إجازة حتى لو لأيام قليلة للسفر إلى أماكن لدينا أفضل منها، وقد تأكدنا من ذلك في عام الحجر الذي كانت له فوائده، كما ذكرت من قبل.

نقلا عن (الاقتصادية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *