مازن الخيرو يصدر مجموعته القصصية “معابر الروح”

الرياض - متابعة عناوين

أصدر الدكتور العراقي مازن موفق الخيرو، أستاذ البلاغة والنقد في كلية التربية للبنات بجامعة الموصل، مجموعة قصصية تحت عنوان (معابر الروح)، والمجموعة عبارة عن عصارة تجربته الإنسانية على كوكب الأرض، وتتجسد فيها علاقات الإنسان مع الإنسان الآخر في المجتمع، ويطالع فيها الوقائع التي يتعرض لها هذا الكائن الحي، من حروب ومتاعب وارهاصات، من ألم ومشقة وعناء، هذا من جانب، ومن جانب آخر تجد فيها عفوية الشخوص وسعيها في البحث عن قوتها الذي يجعلها تستمر في العيش، الفرح والعشق والخيال، إنها خطاب الإنسان لذاته ولذات الآخرين، خطاب الأرض ، وخطاب الطبيعة الكونية التي تشارك النفس في توجيهها نحو بر الأمان، لكن تبقى المسافة بينية بينه وبين متلقيه ؛ لأن كوامن النفس الإنسانية عميقة غائصة في مكنوناتها، تغرف من الحياة مادتها، ومن التراث والمعالم الكونية، ومن أحاسيس ومشاعر الآخرين، لكنها تعبر بأسلوب مختزل مكثف تتيحه لها أسلوبية الخطاب القصصي القصير، وفي المحصلة النهائية يبقى هذا العمل رسالة جمالية هادفة للكشف عن شيء ما ترك للقارئ.

المجموعة صدرت عن الاتحاد العربي للنشر والتوزيع في جمهورية مصر العربية / القاهرة. ومن عناوين القصص القصيرة الواردة فيها:

الزحام الملتهب

الحواج

الطريدة

أودية الملح

ايقاع السكاكين

رصاصات جريحة

معابر الروح

ويعود السبب في تسمية هذه المجموعة بهذه التسمية لحبي الكبير لقصة (معابر الروح) وهي احدى القصص القصيرة في المجموعة؛ إذ كتبتها بعدما التقيت بأستاذي الذي درسني في مرحلة المتوسطة مادة الفيزياء، وكان موقف اللقاء شيقاً، فيه من المفارقات الكثير، وكنت أشعر بقمة من الانفعال، وفيض من المشاعر تجاه مدرسي (أستاذ بكر) في مدينة كركوك / العراق، بعد ما يزيد عن سبع وعشرين عاماً. وهذا نص القصة التي كتبتها عنه التي يستفاد منها بيان مدى العلاقة التي كانت تجمعني به:

 (بينما أسير في ذلك الحي المكتظ ببقايا الشتاء، بعدما أوقفت الحافلة واتجهت إليه، أوقفني الزمن ما يزيد عن سبع وعشرين عاماً، إنه يقف بالباب يرتدي معطفه العتيق، وبمجرد أن ألقيت عليه التحية، قائلاً له : ” السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذ بكر ” أجابني وبكل حرارة جعلني أتعرق خجلاً منه، قلت له والصوت يحتبس أنفاسي: ” أولم تعرفني؟ ” قال والبسمة تملأ محياه: “أنت.. أنت انتظر أرجوك” والتف مسرعاً التفافة كانت بمثابة الهاجس، دفعني للهروب بعيداً عن المنزل، والغريب في الأمر إنه لم يدعوني للدخول معه، بقيت واقفاً على عتبة أعصابي، تدحرجني مرة، وتسكن روعي مرة أخرى، وبعد ساعة من الانتظار، خرج ومعه جهازه الجوال فارغاً يقلب في أحشاء روحه التي أرادني أن أكون فيها، فلم يجدها، وعدني بأنه سيحاول ايجادها في المرة القادمة، وبعد أيام اصطادني ماراً من زقاقه الأثري قائلاً: ” وجدتها ..انظر أنها تلك الصورة أخذناها سوية في السفرة المدرسية إلى العاصمة “كنت حينها في المرحلة المتوسطة ، بدأ يحدثني والألم يعتصر قدماي عن شيخوخته المبكرة ، وعن شبابي الجميل ، ويشير إلى عيني قائلاً : ” عيناك عينا أسد ” فضحكت كثيراً ، كم كنت محتاجاً لهذه الوقفة، أشار لي بأصبعه المتجعد إلى الرؤوس الموجودة في صورته ، فإذا به يشير إلي ” انظر إنك هناك تقف وفي فمك الطعام ” لقد جئت على عجالة حينها لالتقاط ذكرى تأخذ روحي معها، صورة لم تفارق بصره، وكأن أحلامه عبارات وصور ، احتضنته مرة أخرى مودعاً له، لأنه لم يعلمني علم الفيزياء علمني حب الحياة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *