الرأي

يوم عرفة

د. سليمان الذييب

كاتب وباحث وأكاديمي سعودي

هذا اليوم المعروف بيوم عرفة، الذي تعددت الآراء حول معناه أشهرها في التراث، روايتين:

الأولى: أنه سمي بهذا الاسم لكونه المكان الذي التقى فيه أبونا أدم وأمنا حواء، بعد نزولهما إلى الأرض من الجنة.

والثانية: تقول أن سبب التسمية يعود إلى عبارة جبريل وإبراهيم عليهما السلام، فقد كان جبريل يشرح لإبراهيم مناسك الحج، ويسأله بعد كل معلومة (هل عرفت) فيجيب إبراهيم (عرفت عرفت)؛ وشخصيا لم أقتنع بهاتين الروايتين. وعندي أن لطبيعة الجبل، الذي يقع خارج حدود الحرم على الطريق بين مكة المكرمة والطائف، فهو على بعد (22 كم) شرق مكة المكرمة، و(10 كم) من منى، و (٦كم) من مزدلفة، وتبلغ مساحته بأكثر قليلا من (١٠ كم²). وشكله الذي يأخذ من شكل القوس، أقول ان الشكل قد يكون له دور في هذه التسمية.
ومهما كان معناه، إلا إنه يوم عظيم عند المسلمين فيه يعتق الله جل وعلا عباده من عذاب جهنم (اللهم أجعلنا منهم) ويمتاز بانه اليوم الذي يهبط فيه جل وعلا إلى أقرب نقطة إلى الأرض، ويشاهد بنفسه جل وعلا عباده في عرفة، ويباهي بهم أمام ملائكته.
فهل يعقل ان لا يكون استقبال الخالق مختلفا من عباده في الأرض!!!
ولو قارنا عل سبيل المثال زيارة زعيم أو ملك لأي سبب كان مثل: حضور مؤتمر أو افتتاح مشروع أو زيارة تفقدية! ماذا ستفعل الجهات الرسمية والأهالي؟ حتما سيفعلون الكثير، مثل:

– تنظيف الشوارع
– لبس الملابس اللائقة
– التظاهر بالفرح والانشراح والسعادة طوال الزيارة ألخ

فإذا كنا نفعل هذا مع عباده جل وعلا، وهم لا حول ولا قوة لهم، فكيف يجب أن يكون استقبالنا لخالقنا وربنا وولي نعمتنا، الذي منّ علينا بنعمة الإسلام. فالرب جل وعلا لم يطلب منا فعل ما نفعله مع القادة والزعماء تملقا ونفاقا! أبدا، فلم يأمرنا إلا أن نحترم هذا اليوم باستقبال يليق به جل وعلا.

– الصيام عن ما يغضبه جل وعلا
– عمل ما يحبه جل وعلا
– التذلل له بالتوبة والمغفرة

وهي أمور بسيطة يمكن عملها مهما كانت هيئتك أو مقامك، فإن فعلناها فزنا برضاه، وإن لم نفعلها فلن يضره شيئا، فنحن الخاسرين لعدم احترامنا لهذا اليوم. فالله الله أخي العزيز احترام هذا اليوم، الذي سينزل فيه الخالق بالابتعاد عن ما يغضبه ونحاول فعل ما يحبه.

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وانتم بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *