الرأي

ياكبر الحزن.. يابو حسن

طلال الغامدي

صحفي ومذيع في قناة (MBC)

ظهر يوم الأحد لم يكن عاديا بالنسبة لي، فيه وصلنا خبر وفاة صديق وأخ أكبر بالنسبة لي عبر رسالة “واتس آب”، أفجعتني وجعلتني أعيد قراءتها أكثر من مرة، هل الاسم صحيح؟! هو أبو حسن صديقنا ورفيقنا ونيسنا في ديوانية أستاذنا محمد البكر.

مباشرة، ذهبت إلى رقم أبو حسن المقصود لأتأكد من الاسم، هل هو صحيح؟! وعند دخولي الواتس الخاص لأبي حسن فإذا الاسم هو نفس الاسم في آخر رسالة تهنئة بالعيد المبارك، هنا استسلمت تماما للأمر، وآمنت بالقضاء والقدر، ورميت الجوال على السرير، وجلست استذكر كل اللحظات الجميلة التي عشتها مع أبو حسن، يا الله!.. كيف رحل أبو حسن الذي تعودت كل خميس على مشاهدته والضحك معه بدون قيود أو حواجز، تذكرت عشقه لنادي الوحدة ومناصرته لنادي النصر، ومناكفة كل هلالي، تذكرت وصوله مع أبي خالد تارة، ومع سائقه الخاص، تذكرت جلوسه معنا في الشالية والبر، تذكرت زيارتنا له في منزله بعد عملية القلب وضحكاته وترحيبه لنا، تذكرت عصاه ومعها مكان جلوسه على طاولة العشاء، تذكرت وبكيت بصوت عالٍ ومسموع وأنا اقبل الشماغ الذي أهداني إياه وما زلت محتفظا به في دولابي…

يا الله!.. يا رب صبرك ..كيف أتحمل هذه الذكريات والكلمات الجميلة التي دائما يرددها ونسمعها منه (هاه)؟!.. كيف نسمعها مرة أخرى؟!.. وكيف حالنا في الديوانية من بعد غيابه؟!

يا رب صبرك لنا، وغفرانك لعبدك المرحوم بإذن الله محمد حسن كمال. اعترف لكم عشت أياما مع الحزن والفقد مع والدي وثلاثة من إخوتي ،ومع بعض الأصدقاء والأقارب والمحبين والزملاء، وآخرهم أبو حسن اليوم، وأصبح الحزن مرافقا لي، مع كل موت شخص أعرفه أستعيد كل الأحزان، وأبكي لوحدي طول الليل، ودموعي لا تتوقف ومعها دعواتي الآن – وكل حين – بأن يغفر الله لهم ويرحمهم ويصبرنا على فقدهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *