الرأي , شمال شرق

برامج الوقت تبرز إبداعات النزلاء

عادل الذكر الله

صحفي وكاتب سعودي، مدير هيئة الصحفيين بالأحساء،مدير تحرير سابق بصحيفة (اليوم)

بعد أيام من صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – في 7 صفر 1408هـ القاضي بإعفاء السجين الذي يتمكن من حفظ القرآن الكريم غيباً أثناء فترة سجنه من باقي محكوميته حيث استأذنت من مدير السجن في الأحساء آنذاك الأخ العزيز العميد متقاعد محمد بن مسفر النفيعي (بو خالد) لإعداد تحقيق صحفي نرصد من خلاله انطباع النزلاء إثر صدور الأمر الملكي الكريم وغالبيتهم تلقى الأمر بايجابية خاصة أصحاب المحكوميات الطويلة .

وأولت القيادات في السجون اهتماما بالغا ، و مكنت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم من تنفيذ حلق للقرآن الكريم للنزلاء ، و ضمنته بين برامج إدارة الوقت للنزلاء ، و تبعنا ذلك بتحقيق آخر حول إنجازات النزلاء من خلال ورش النجارة والموبيليا ، و أظهرنا القراء على إبداعاتهم ، والتي تعرض للبيع على المستفيدين الخارجيين ، ويستفيد النزيل و أسرته من العوائد المالية ، ودون شك أسهمت برامج إدارة الوقت منذ انطلاقتها قبل عقود في تطوير حياتهم وإخراج مواهبهم المختلفة ، ورعاية اهتماماتهم ؛ لتحقيق معنى الإصلاحيات ذات القيمة في إعادة تهيئتهم للتعامل مع الحياة بطريقة تعزز إنتاجيتهم، وتحويل عدد من أصحاب القضايا الأمنية والإرهاب إلى عناصر فاعلة ومبدعين في مجالات عدة ومتنوعة كالبرامج المسرحية ، الفنية ، الأدبية ، الرياضية ، الإعلامية ، الشعرية والفنون الموسيقية ، المهنية ، الحرفية وغيرها ، والتي يشارك فيها النزلاء في برامج إدارة الوقت.

وامتدح الموقوف علي الفقعسي ، رئيس المجلس العسكري لتنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية ، في حديثه للزميل عبدالله المديفر في برنامج (الليوان) في رمضان قبل الماضي برامج إدارة الوقت ، و يفضلها عن برامج مركز المناصحة والرعاية التي أطلقت برامجها في عام (2006م) ؛ لاستيعاب المتورّطين في الفكر الضال ، وإعادة إدماجهم في المجتمع ، وتصحيح مفاهيمهم عن طريق الاستفادة من برامج المركز المختلفة، والوصول بالمستفيد منه لمستوى فكري آمن ومتوازن له ولمجتمعه، إلى جانب مساعدته على مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية التي قد تواجهه بعد إكمال تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحقه، كما تساعد برامج المركز من غرر بهم ؛ لإدراك أخطائهم والعودة لجادة الصواب، والاندماج بالمجتمع مواطنين صالحين ومنتجين لصالحهم وأسرهم ووطنهم .

ومن خلال المتابعة يقول الأستاذ خالد عسيري، رئيس قسم العلاقات العامة بإحدى الإصلاحيات في بلادنا ، أن البرنامج يعمل على قدم وساق لتأهيل النزلاء وإعادتهم إلى الحياة الطبيعية بشتى الوسائل ، و منذ بدء البرنامج وتطبيقه تم استغناء النزلاء عن المشرفين تماماً، لدرجة أن يكون بالعنبر أكثر من 120 نزيلا يشرف عليهم جندي واحد، وذلك بسبب التزامهم بالبرنامج وأصبح النزيل محل ثقة حيث يذهب إلى زيارته وموعده بالمستشفى الخاص بالنزلاء دون الحاجة إلى مرافق، ويعمل البرنامج في الفترة الحالية على تطبيق خروج النزلاء إلى وظائفهم وعودتهم حتى قضاء محكوميتهم، بالإضافة إلى إعادتهم إلى وظائفهم وتسلمهم كافة حقوقهم المالية خلال فترة وجودهم في السجن».

برامج إدارة الوقت في السجون تتطور وفق مقتضيات المرحلة ، ووقفنا على ذلك التطوير يوم الثلاثاء 24 يناير 2017م إبان زيارة وفد الأحساء سجن المباحث العامة في المنطقة الشرقية ، واستمرت الزيارة 6 ساعات ، وأطلعنّا من خلال الجولة المفتوحة على فعاليات البرامج المتنوعة ، ووقفنا على إقبال النزلاء وتفاعلهم ومشاركتهم فيها ، ودون شك لم تعد مبادرات بل مشاريع يخطط لها بعناية وتدعم من القيادات المشرفة على السجون سواء في وزارة الداخلية أو جهاز أمن الدولة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *