الرأي , رياضة

إفريقيا وكرة القدم (3-3)… الصعود والمستقبل

محمد العمري

كاتب رياضي

ساعدت عوامل متعددة في صعود كرة القدم الإفريقية من خلال رعاية شركة كوكاكولا ودعم هافيلانج الذي استحدث بطولة كأس العالم للاعبين تحت 20 سنة و تحت 17 سنة اللتين ساعدتا في تعزيز وصعود مواهب القارة الإفريقية بشكل أكبر، حيث فازت كل من غانا ونيجيريا بلقب كأس العالم تحت 17 سنة مرتين، وأقيمت أول بطولة لكأس العالم تحت 20 سنة في تونس عام 1977م. بالإضافة إلى ذلك، شهدت الثمانينيات تدفق المدربين الأجانب إلى إفريقيا، مما ساعد على تطور اللعبة في القارة وصولاً الى كأس العالم 2010م في جنوب إفريقيا، وهي المرة الأولى في التاريخ التي تُقام فيها جوهرة تاج كرة القدم في القارة الإفريقية حيث تحولت كل الأنظار إلى جنوب إفريقيا لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم استضافة البطولة بنجاح، وتجاوزت جنوب إفريقيا توقعات العالم، حيث استضافت ثالث أكبر عدد من الحضور في تاريخ كأس العالم. على الرغم من أن الفرق الإفريقية لم يكن لها حضور قوي في البطولة، فقد خطت إفريقيا خطوات كبيرة في إظهار العالم إمكانياتها في كرة القدم.

ويبقى السؤال الأكبر الذي يُطرح دائماً في أوساط المتخصصين في كرة القدم: متى سيحقق منتخب إفريقي كأس العالم؟

وهذا السؤال دائما ما يُفضل فيه منتخبات القارة الإفريقية أكثر من الآسيوية لعِظم المواهب الموجودة في القارة وإبداعاتهم المستمرة في البطولات الأوروبية الكبرى.. بعضهم يقول أن ذلك سيحدث عندما تصبح الدوريات المحلية قوية في إفريقيا.

وهناك حقيقة واحدة، وهي أن نسبة كبيرة من لاعبي إفريقيا يلعبون كرة القدم للأندية الأوروبية، ومعظم الشعوب الأفريقية (كغيرهم من الشعوب) مغرمون بكرة القدم الأوروبية، لذلك هناك نوع من الاستعمار أو السيطرة الفكرية التي تستنزف القارة بطريقة غير مباشرة، صحيح أن هناك نجوم مثل دروجبا وإيسيان وغيرهم يعودون إلى الوطن ويساعدون في نشر وتطوير كرة القدم المحلية في بعض الحالات، ولكنها نسبة ضئيلة من جميع اللاعبين الأفارقة.

وهكذا مرة أخرى، يبدو أن أوروبا تستفيد بشكل غير مباشر على حساب إفريقيا وهذا إمتداد لتاريخ طويل لمثل هذا الأمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *