تغريدة عن “متلازمة الخوف من الزواج” لدى الشباب السعوديين تثير جدلاً.. وكتاب ومثقفون يعلقون

الرياض - عناوين

أثار الكاتب في صحيفة (عناوين) ماهر البواردي جدلا وتفاعلا كبيرا بحديثه عما أسماه “متلازمة الخوف من الزواج” ، معتبرا أنها تنتشر بين الشباب في المملكة.

وقال البواردي ، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” : “هناك متلازمة اسمها (الخوف من الزواج) يبدو أنها تنتشر بين الشباب”.

وقد تفاعل العديد من المغردين مع ما كتبه البواردي ، غير أنهم اختلفوا في تفسير الأمر ، بين من رأي أن الشباب تأثر بالأفكار النسوية التي ترى أن الزواج قيد وبالتالي عزف عن الزواج ومن رأى أن ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع هي السبب ، وآخرين عزوا ذلك إلى ارتفاع تكلفة الزواج بشكل باهظ ، فيما أشار فريق آخر إلى عدم قدرة الفتيات السعوديات حاليا على تحمل تبعات الزواج على عكس النساء السعوديات في الماضي ، مطالبين برفع القيود عن الزواج من الأجنبيات.

من جهتها ، تواصلت (عناوين) مع عدد من الكتاب والمثقفين لاستطلاع رأيهم في هذه القضية الاجتماعية ، حيث قال الكاتب محمد البكر معلقا على مسألة خوف الشباب من الزواج :”لنقل حذر إيجابي … أما فقدان الفهم الحقيقي لطبيعة العلاقة فأعتقد أن الإنفتاح “الذهني” للشباب والشابات لطبيعة الحياة “الزوجية أو العزوبية ” نضجت بما فيه الكفاية”.

وأردف :”موضوع الطلاق في السنتين الأخيرتين له أسباب ربما تختلف عن الأسباب التقليدية وأنا أبحث فيها … أعتقد …بأن هذه قضية اجتماعية لها أبعاد مزعجة …”.

ورأى البكر أنه “لا بد من مشروع وطني تشرف عليه الدولة للبحث والإستقصاء والدراسة .. فمقال أو حتى تحقيق قد لا يضع حلولًا منطقية للمعالجة”.

أما الكاتبة أسماء العبداللطيف فقالت :”أعتقد أن الحديث عن (الخوف) يأخذنا إلى أنواعه.. هناك خوف إيجابي ناتج عن الإحساس بحجم المسؤولية… وهناك الخوف السلبي الناتج عن الضعف وفقدان الفهم الحقيقي لطبيعة العلاقة … وكأن العلاقة هي جانب قوي وآخر ضعيف جانب يعيش وآخر يستنزف (مادياً نفسياً …الخ ) .. كما هو الواضح من بعض الردود .. البكاء على (النساء قديما) عند البعض ليس حباً وتقديراً بل لأنه يستطيع أن يمارس ظلمه بشكل طبيعي …. تخلّي الفتيات اليوم عن مسؤولياتهن وبناء علاقة زوجية قائمة على فكرة الإنتصار ما هو إلا تخبط أمام القوة التي يملكونها اليوم ..”.

وأضافت :” ربما هذا الجيل يمتلك قوة المعرفة لكنه يفقد قوة الإرادة ربما هذا يفسر النضج الظاهر لنا مقابل ارتفاع معدلات الطلاق …. سرعة التخلي أصبحت أسلوبا مخيفا”.

في السياق ذاته ، قالت مي الصقير ، الكاتبة و مديرة الاستراتيجية والتسويق بمدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية :”نساء الأجيال السابقة لا يختلفن كثيرا عن نساء هذا الجيل. كلاهن مكافحات بطريقتهن. تزايد أسباب الطلاق في الآونة الأخيرة تعود جزئياً للتركيبة والعقلية المجتمعية. نساء الأجيال السابقة لم تكن لديهن الاستقلالية الاقتصادية، مما جعلها معتمدة و بشكل شبه كلي على الرجل (أباً كان أو زوج)، فكانت مضطرة لتحمل ما لا يجب عليها تحمله في حال استحالت الحياة الزوجية لأنها لم تستطع آنذاك رفض الواقع المحتوم عليها. فعاشت الكثير منهن حياة هن غير راضيات عنها. إنما الآن، لا شيء يجبرها على تقبل واقع أو وضع هي ترفضه و لله الحمد لأنها غير مرتبطة به اقتصادياً، و بالطبع كثير من الرجال لا يزالون غير متقبلين هذه الفكرة و يردن نساء صامتات مثل أمهاتهن”.

من ناحيتها ، اعتبرت الكاتبة أمل الطعيمي أنه “لم يعد كل الشاب يستطيعون الارتباط وفقاً لما رأته الأم أو الأخت في تلك الشابه يحتاجون إلى أدنى درجات التعارف على الأقل وفي هذا الشأن هناك مخاوف متفرعة كثيرة منها أن الشاب المتربي في بيئة غير منفتحة لا يستطيع أن يتخلص مما في عقله من صور نمطية عن الفتاة السيئة وغير ذلك من التفاصيل كثيرة جداً …”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *