الرأي

كوكبنا

عبدالعزيز المطلق

مصرفي استثماري

وضع فيروس كورونا ، الذي أُعلن عنه نهاية العام الماضي وأصبح بعد ذلك جائحة عالمية، الأنظمة الديموقراطية العالمية ودفاعها عن حقوق الإنسان أمام تحد لم تشهده من قبل، هل هو أصيل في برامج عملها السياسي أم سلعة انتخابية؟.

جان مونييه، السياسي والاقتصادي الفرنسي، وأحد واضعي الخطة الشاملة لبناء أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية وأحد منظري الاتحاد الأوربي يقول : “إن قوة أوروبا ستكون في مواجهة الأزمات وإيجاد الحلول للخروج منها”.

الخميس الماضي وبعد اجتماع افتراضي دام ست ساعات بين رؤساء الاتحاد أوروبي، انتهوا بتفويض وزراء ماليتهم لاقتراح حلول للخروج من هذه الأزمة بعد أربعة عشر يوما. ألمانيا مدعومة بالنمسا وهولندا، رفصت خطة المارشال التي اقترحها رئيس وزراء إسبانيا التي تقضي بإصدار (سندات كورونا) من خلال آلية الاستقرار الأوربية. أصابت الإسباني خيبة أمل بعد سماعه كلاما يعلوه الكثير من الغموض، في وقت تواجه فيه بلده وإيطاليا أسوأ أزمة صحية في العصر الحديث.

تزامنا مع هذه التطورات منعت ألمانيا وفرنسا تصدير المستلزمات الطبية، وقامت النمسا وجمهوريه التشيك بمنع السفر، في تحد واضح لأبجديات الاتحاد وهي حرية التجارة والتنقل. أحزاب اليمين الأوروبية المتطرفة وجدت في عجز دول الاتحاد على الاتفاق فرصة للدفع بأجندتهم التي تنطوي على حكومات قوية مستقلة، ومنع الهجرة والعولمة. أما العون فجاء من خارج الاتحاد، حيث أرسلت الصين فريقا طبيا مع مستلزماته الطبية وأجهزة للتنفس إلى إيطاليا.

لا يملك القارئ لتاريخ الاتحاد الأوروبي والمتابع لهذه الأحداث إلا أن يتساءل : هل كانت هذه رؤية المؤسسين للاتحاد أمثال جان مونييه، ونستون شيرشل ووالتر هالستين أن يتم التعامل مع أبسط حقوق الإنسان الأوروبي على هذا النحو. وهي الدول التي أخذت على عاتقها الدفاع عن حقوق الانسان في أرجاء العالم ، ووصل بها في بعض الحالات إلى التدخل والإملاءات في الشؤون الداخلية لدول أخرى وكأن باقي العالم “جمهوريات موز”.

أما كوكبنا فيدور في فلك الإنسان المقيم على أرضه. ومنذ الساعات الأولى صدرت الكثير من المبادرات الداعمة للمستثمرين ، كما نظمت بها العلاقة بين رب العمل والموظفين، وضاعفت ميزانية وزارة الصحة إلى 15 مليار ريال موفرة العلاج للجميع بدون استثناء حتى مخالفي نظام الإقامة، أوقف التعليم وأغلق الحدود، أعفت المنشآت الصغيرة من الأعباء المالية لمدة 3 سنوات، قام بتحمل 60 ٪ من رواتب الموظفين للمنشآت المتأثرة من تداعيات الجائحة. ببساطة سنقوم بعمل أي شيء ممكن لضمان سلامة الانسان وتأمين رفاهيته. هكذا تكون صيانة حقوق الإنسان وحمايتها.

كوكبنا يا سادة هو السعودية.

خاطرة:

صعبة أفعالنا لي بغاها غيرنا

#كوكب ـ السعودية

ردان على “كوكبنا”

  1. يقول طارق الضبيب:

    تحليل واقعي
    أزمة كورونا ستصبح جزء من التاريخ قصة يتداولها جيل بعد جيل
    علموا اولادكم بان السعودية باعت كل شئ واشترت شعبها . الله يعزكم مثل ما عزيتونا
    كأن هذه الأوبئة أرسلت إلى الاشرار الذين ظلموا دول العالم الثالث

  2. يقول مطلق ابراهيم المطلق:

    كتابة ثاقبة وراي لواقع خارجة مزهر وباطنه مظلم وفخرا لنا الوطن والوطن الكبير ان يهتم بشعبة قبل اقتصاده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *