الرأي , سواليف

مدينة سلطان .. بوابة أمل

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

تغريدة عابرة لفتت نظري قبل أيام ظهرت فيها مواطنة تشكر فيها مدينة الأمير سلطان الإنسانية ، على نجاحهم في إعادة حياتها لوضعها الطبيعي الذي كانت عليه قبل إجراءها عملية جراحية لإزالة الغضروف في عمودها الفقري . وعندما بحثت عن حساب تلك المدينة الطبية في التويتر ، وتابعت ما تقدمه من خدمات وما تحتضنه من إمكانات ضخمة في الأجهزة المخصصة للتأهيل ، وما تضمه من كوادر طبية متخصصة ومتميزة ، انبهرت بما رأيته وما شاهدته من مقاطع لبعض الحالات الصعبة . لكنني ترددت في البداية عن تخصيص مقال عن هذه المدينة المتميزة طبيا ، خشية من أن يكون المقال دعاية لمؤسسة تجارية . لكن بعد مراجعة رؤيتهم ورسالتهم من خلال موقعهم الإلكتروني ، تنبهت بأنها مؤسسة غير ربحية ، وأن تكاليف العلاج أقل من تلك التي تتقاضاها المراكز المشابهة في خارج المملكة . فالهدف الرئيس الذي تسعى له مدينة الأمير سلطان يرحمه الله هو تقديم خدمة إنسانية لبعض المرضى الذين يحتاجون إلى تأهيل ، إما بسبب تعرضهم لحوادث ، أو بعد خروجهم من العمليات الجراحية في الظهر ، أو بسبب عجزهم منذ لحظة ولادتهم .

مثل هذه المشاريع الإنسانية ، تعتبر إضافة كبيرة للخدمات الطبية التي تشهدها المملكة . لقد شاهدت مقاطع مؤثرة ومؤلمة . أحدها لفتاة تبدو في العشرين من عمرها وهي تتأهل لإستخدام أصابع قدمها للكتابة ، ومقطع آخر يتدرب فيه طفل على استخدام الأقدام الصناعية ، وثالث لرجل يشكر فيه الكادر الطبي الذي نجح في تأهيل إبنه بعد أن عجزت عن ذلك العديد من المراكز الأوروبية .

لقد صممت هذه المدينة الطبية على هيئة منتجع تحيط به الأشجار والحدائق من كل مكان بمساحة تقدر بأكثر من مليون مترمربع . والمتخصصون في علاجات التأهيل يدركون حجم الفوارق بين أن يكون العلاج داخل المباني أو داخل منتجع مليء بالحيوية وأجواء الطبيعة .

من ضمن ما قرأت عن هذه المدينة الإنسانية ، أن كادرها لا يكتفي بتأهيل المرضى فيها ، بل يزورون مدرسته إن كان طالبا ، أو مقر عمله إن كان موظفا ، ليقيموا بيئة المدرسة أو العمل ويقدموا التوصيات المطلوبة لتسهيل حياة المريض طالبا كان أم موظفا .

كم أتمنى لو أن مجلس أمناء المدينة يفكرون مركز مشابه لهذا المركز في المنطقة الشرقية ، فالمنطقة بحاجة ماسة لمثل هذه المشاريع النوعية . ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *