الرأي , سواليف

اللي مضيع وطن .. وين الوطن يلقاه !!

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

توقفت كثيرا عند الأحكام الإبتدائية التي صدرت بحق عدد من الخونة ممن شاركوا في جريمة خيانة وطنهم لصالح العدو الإيراني . قلبت قصة الخيانة يمينا ويسارا ، ووضعت كل الإحتمالات التي يمكن أن تؤثر في أي إنسان وتدفعه لخيانة وطنه ومجتمعه وأهله . وبحثت طويلا في الكثير من القصص المشابهة في الدول الأخرى ، فلم أجد قصة أحقر ولا أرذل من قصة هؤلاء الخونة .

نقول دائما … لا تسأل عما أعطاك الوطن ، بل اسأل نفسك ماذا أعطيته . فالوطن هو الذي يحميك ، وهو الذي يصون أمنك ، وهو الذي يصنع مستقبل أطفالك . هو الذي يعلمك ويعلمهم ويبعثهم ليكملوا تعليمهم في أفضل الجامعات العالمية . هو كل شيء ، وأنت أمامه لا شيئ .

مادمت لا تصونه ، ولا تدافع عنه ، بل وتخونه مع ألد أعداءه ، فما الذي يجعلك تعيش فيه !؟ سؤال لا يمكن أن يجيب عليه أي خائن . فهؤلاء الخونة اعتقدوا بأن لا عيون تتابعهم ، فلم يترددوا عن تقديم أخطر المعلومات والأسرار لعدو يجاهر بالعداء لوطنهم . لا يهم إن كانت مقابل مبالغ كبيرة أو زهيدة تتناسب مع أشخاصهم الوضيعة .

أسترجع خياناتهم التي كادت أن تضر ببلادنا وأمننا وحياتنا ، وأقارنها ببطولات من استشهدوا وهو يدافعون عن تراب الوطن وعزته وشرفه ، ننام وهم يسهرون بين الحياة والموت . واستذكر كيف يتقدم أبناء الشهداء مرفوعي الرأس في كل المناسبات ويحظون بكل الرعاية والتقدير من القيادة ومن المجتمع ، وكيف سيذهب أطفال الخونة إلى مدارسهم ، وكيف سيواجهون مجتمعهم ليس الآن فحسب ، بل طيلة حياتهم . فهناك فرق كبير بين أبن شهيد وأبن خائن . فمهما حاولت إقناع نفسي وإقناعكم بأن لا ذنب لأولئك الأطفال ، وأنه ليس من العدل تحميلهم إزر والدهم ، إلا أنه من الصعب أن يتناسى الناس وصمة العار التي خلفها ذلك الجاحد الخائن . للأسف هناك أناس لا يقدرون قيمة أوطانهم ، يساومون حبهم له بقدر ما يأخذون منه ، متجاهلين بأن لا قيمة لهم بلا وطن أو هوية

يقول سعدون جابر في واحدة من أجمل أغانيه
اللي مضيع ذهب بسوق الذهب يلقاه
واللي مضيع محب يمكن سنه ويلقاه
بس اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه

لكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *