الرأي , سواليف

سعودي بين يمني وفلسطيني

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

كلما حاولت الكتابة عن موضوع الإساءات التي تنالنا من “بعض” اليمنيين والفلسطينيين ، يتوقف القلم عن الكتابة ؛ خوفا من الإضطرار للنزول إلى مستوى أولئك المسيئين إلى أن اكتشفنا أن السكوت على وقاحتهم شجعت غيرهم من الجنسيات العربية على التطاول على وطننا وشعبنا . ومع أن المنطق يقول بألا تزر وازرة وزر أخرى ، إلا أنني أستغرب ألا يظهر علينا رجل عاقل من هاتين الجنسيتين ليرد على من يسئ إلينا من مواطنيه .فليس من المعقول أن يعيش بيننا ومنذ عقود طويلة مئات الآلاف من أهل اليمن ومن فلسطين معززين مكرمين هم وأسرهم ، ولا تأخذهم الحمية على من فتحوا لهم أبواب الرزق ، ومنحوا أولادهم فرصة التعليم والإستطباب والأمن والأمان .

أي جحود هذا الذي يجعلهم بلا ألسن ينطقون بها كلمة حق عن هذا البلد وأهله ؟!! . نعلم أن من يبنهم من يحب المملكة ونحسبهم “كثر” ، ولكن ما فائدة هذه المحبة إذا ما كانت كامنة في صدورهم بينما أمامهم مختلف وسائل التواصل الإجتماعي؟! . فلا عذر للأوفياء منهم للرد على أولئك المسيئين . فسكوتهم يعتبر مشاركة لهم في المواقف .

قلت من قبل إننا لا نستجدي الثناء من أي كائن كان ، ولا نستعطف أحدا مهما كان ، فلسنا في موقف الضعفاء ، لكننا عقلاء لا نريد تعميق الفجوة بيننا والتي تتزايد يوما بعد يوم . أما المشاهير من هاتين الجنسيتين ممن استفادوا من وجودهم في المملكة ليبنوا شهرتهم وثروتهم ويحلقوا في سماء الدعاية والإعلان والتجارة ، فقد حان الوقت إما ليرفضوا تلك الإساءات من خلال منصاتهم الإعلامية ، أو منعهم من الإستفادة من خير هذا الوطن . ففي مثل هذه المواقف ليس هناك مناطق رمادية .

لي أصدقاء أعزاء من اليمنيين الذين عاشوا بيننا ، ومن الفلسطينيين الذين تربوا في هذا البلد المعطاء ، ولا زالت علاقاتنا قوية مبنية على الإحترام والتقدير . وأجزم بأن مثلي الكثير من السعوديين الذين تربطهم علاقات طيبة معهم ، لكن لا يعني ذلك الإستمرار في المجاملات إلى ما لا نهاية .

لدينا من الشباب السعودي ممن يمكنهم من الدخول في مواجهات قاسية للرد على من يسيء لمجتمعنا وأهلنا ، لكن النتيجة في النهاية ستكون خسارة لنا كأشقاء عرب وهذا ما لا نتمناه . لو سمحتم أوقفوا نباح كلابكم ، قبل أن تتسع الفجوة . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *