الرأي , سواليف

التغريدات لا تسقط بالتقادم

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

شكل المغردون السعوديون أكبر قوة دعم لحكومة بلادهم من خلال نجاحهم في كشف الكثير ممن كانت لهم تغريدات مسيئة للوطن أو محرضة عليه . خاصة لبعض من يتم ترشيحهم للحصول على مناصب كبيرة أومهمة . وبعيدا عن ذكر أسماء من تم كشف مواقفهم السابقة ، إلا أنه غالبية المجتمع السعودي مرتاح لهذه الغيرة الوطنية .

ولعل وسائل التواصل الإجتماعي باتت من أهم الوسائل التي يتم الإعتماد عليها لكشف المواقف السابقة لأولئك المرشحين . ور غم أن هناك من يقول بأنهم قاموا بتغيير مواقفهم تلك بعد مراجعة أنفسهم وأكتشاف خطورة ما غردوا به منذ سنوات ، إلا أن مراجعة تلك المواقف بعد الترشيح لا تعد دليلا على تغير مواقفهم بقدر ما هي محاولة للحصول على المنصب المرشح له . وهذا يختلف لو كان ذلك الشخص قد تراجع بالفعل عن تغريداته المسيئة لوطنه ومجتمعه قبل الحديث عن ترشيحة بفترة كافية لإنتفاء صفة مصلحته في هذا الترشيح .

لا أحد يطالب المغرد أن ينافح حكومته ، أو يسكت عن خطأ يضر بمصلحة أخوانه من المواطنين . فأنا لم أذكر في يوم من الأيام وطيلة أكثر من ثلاثة عقود وأنا أكتب مقالا يوميا ، أن طلب مني مسؤول ، أو جهة حكومية ، أن أمتدح قرارا يخالف وجهة نظري ، أو أساند رأيا لست مقتنعا به . فهناك رقابة ذاتية يمارسها المرء على نفسه سواء كان كاتبا أو مغردا ، فلا يكتب كلاما يحرض الناس على وطنهم ، ولا يغرد بإستنقاص على قرار اتخذته حكومتهم ، ولا يعبر عن بعض الأحداث بسخرية غير مقبولة . وإذا فعل ذلك فليتحمل ردة فعل الناس على مواقفه تلك . وحتى تكون الأمور واضحة لمن يطالب بالعفو “المجتمعي” عنه بحجة تقادم الجرم ، فإن التقادم في القانون ، يتعلق فقط بسماع الدعوى .

تاريخ التغريدات لا يؤخذ بها ما دام الإعتذار جاء بعد تناقل أنباء الترشيح. والجهات ذات العلاقة هي التي تعرف إن كان فعلا قد أعتذر عن تغريداته من قبل ، أم أن الإعتذار قد جاء بعد أن فات الفوت حيث لا ينفع الصوت ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *