الرأي

فن صناعة السعادة

محمد عبدالله الفريح

مدير إدارة النشر والترجمة - شركة العبيكان للتعليم

أحد أروع القصص للروائي التشيكي فرانز كافكا، عاش الأديب العالمي كافكا، قبل وفاته بسنة تجربة جميلة جدًا، كتب عنها في أحد روياته ربما أنها في روايته (رسائل إلى ميلينا).

في حديقة في برلين لفتت انتباهه طفلة تبكي بحرقة ، بسبب أنّها فقدت دُميتها ، عرض عليها أن يُساعدها في البحث لكنه لم يجد شيئا، فاقترح عليها أن ترجع لبيتِها و أن يقابلها في اليوم التالي ليبحثا مجددًا ..

لكن في البيت ، قرّر كافكا أن يكتب رسالة على لسان الدّمية للطفلة، ويسلّمها لها في الموعد لأنّه كان واثقًا أنّ الدّمية ضاعت للأبد.

الرّسالة كانت: (صديقتي الغالية توقّفي عن البكاء أرجوكِ ، إنّي قرّرتُ السّفر لرؤية العالم و تعلٌم أشياء جديدة، سأُخبرك بالتّفصيل عن كلّ ما يحدث لي يوميًا)، عندما تقابلا قرأ الرّسالة للطفلة التي لم تتوقف عن الإبتسامة والفرحة وسط دموعها! وهذه لم تكن الرسالة الوحيدة، كانت البداية لسلسلة لقاءات ورسائل بينهما ،تحكي فيها الدّمية للفتاة عن مغامراتِها وبطولاتِها بأسلوب مُمتع، جميل و جذّاب، بعد انتهاء المغامرات أهدى كافكا للبنت دمية جديدة كانت مُختلفة تمامًا عن القديمة، ومعها آخر رسالة على لسان الدُمية:

(الأسفار غيّرتني ، لكن هذه أنا)

كَبرت الفتاة و بقيت مُحتفظة بدمية كافكا إلى أن جاء يوم واكتشفت رسالة أخيرة ثانية كانت مخبّأة في مِعصم دميتها وجاء فيها:

(الأشياء التي نُحبّ معرّضة للفقدان دومًا لكن الحبّ سيعود دومًا بشكل مختلف !!

أنا على يقين أنّ الحبّ الذي أهديناهُ بقلبٍ مُخلصٍ لن يضيع، سيعود إلينا حتمًا .. لكن ليس بالضرورة أن ننتظره على ذات الأعتاب الذي بذلناهُ عندها .. ينبغي ألاَّ ننشغل بالبكاء عليه في حين يتسللُ هو طإلى قلوبنا من نافذةٍ أخرى أجمل).

وما أجمل ماقاله المهاتما غاندي مختصرًا هذه الرواية

نبحث عن السعادة بعمق، ثم نجدها في أبسط الأشياء.

خاطرة

عندما تُدخل السعادة إلى قلوب الآخرين ستعرف السعادة عنوانك.

وليم شكسبير

دمتم بمودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *