الرأي , سواليف

فارس اليوسف.. الفارس الجديد

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

كثير من السعوديين يجهلون الدور الذي تقوم به عدد من المؤسسات والهيئات العلمية في المملكة لإبراز الموهوبين والموهوبات والاهتمام بهم ، ولعل أبرز تلك المؤسسات هي مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” . هذه المؤسسة التي دشنها الملك عبدالله – رحمة الله عليه –  تحظى بالاهتمام والدعم من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله ، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى اكتشاف ورعاية الموهوبين والمبدعين من الجنسين في المجالات العلمية ذات الأولوية الوطنية .

ولعل الاستشهاد بالأرقام هو الأكثر إقناعا للمتلقي . فمن بين 300 ألف طالب وطالبة تم اختيارهم في مقياس موهبة ضمن المشروع الوطني للتعرف على الموهوبين ، هناك 97 ألف موهوب وموهوبة تم التعرف عليهم ، منهم 54 ألفا حصلوا على رعاية مكثفة ، ومن هؤلاء تم قبول ألف منهم للالتحاق بأفضل 50 جامعة دولية مرموقة حول العالم . وقد حصدت المملكة عبر هؤلاء المبدعين من الشباب والفتيات 397 جائزة عالمية وأقليمية ، كما طوروا أكثر من 16 ألف فكرة ، وحصلوا على 15 براءة اختراع .

في الأيام الأخيرة ، سعدنا ببروز اسم الطالب فارس بن ثابت اليوسف ، وهو أحد أبناء مدينة صفوى التابعة لمحافظة القطيف ، والذي حقق أعلى درجة في اختبار SAT في تاريخ المملكة ، وحصل بذلك على قبول مبكر في جامعة هارفارد ، أعرق الجامعات الأمريكية في تخصص الرياضيات التطبيقية والاقتصاد . فهذا الفارس حقق 1580 درجة من إجمالي 1600 نقطة ، وهو رقم لم يصله أي سعودي من قبل . واستحق نظير ذلك تكريما يليق به من قبل كل القيادات التعليمية في المملكة ، فمنح الدروع والهدايا وشهادات التقدير نظير إنجازه الرائع وتفوقه .

بقي أن نقول إن إبننا فارس اليوسف ، كان قد التحق ببرامج مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ، وانضم إلى برنامج العلم الطبي بجامعة الملك سعود ، وبرنامج الهندسة المالية في نفس الجامعة ، وبرنامج الاقتصاد بجامعة شيكاغو الأمريكية . ونحن إذ نفخر ونعتز بهذا الموهوب المبدع الذي شرف بلاده ، وترجم بإنجازه هذا أحد أهم الأهداف التي حددتها رؤية المملكة 2030 . فإننا أيضا  نفخر بزملائه من المبدعين والموهوبين السعوديين والسعوديات ، وندعو الله أن ينفع بهم البلاد والعباد . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *