الرأي , سواليف

للأوروبيين .. أين المعاملة بالمثل؟!

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

لا يزال الكثير من السعوديين يعانون من تعقيدات ومشاكل عند تقدمهم للحصول على تأشيرة دخول للدول الأوروبية . بل إن بعض الطلبات تمس خصوصية المواطن السعودي كحساباته البنكية أو غيرها. وقد كنا نتفهم من قبل مطالبة الأوروبيين بالمعاملة بالمثل ، حين كانت المملكة لا تمنح التأشيرات لهم بسهولة . وهذا ما أكده الدكتور يورك فويان ، مستشار في مندوبية الاتحاد الأوربي في المملكة ، آنذاك ، والذي صرح لصحيفة “الاقتصادية”  قبل سبعة أعوام ، حين قال إن أهم معيار يطبقه الاتحاد الأوروبي لإعفاء الدول من تأشيرات دخول البلاد هو مبدأ المعاملة بالمثل والسماح لمواطني الاتحاد بدخول الدول الأخرى دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة . والآن وبعد أن سمحت المملكة لمواطني الاتحاد بالدخول للمملكة بلا أي تعقيدات ، فإن العذر الذي ذكره المسؤول الأوروبي أصبح بلا قيمة ولا معنى . فلماذا إذن يُعقّد الأوروبيون إجراءات المواطنين السعوديين الراغبين في الحصول على تأشيرة الشينجن الأوروبية ؟! المواطن السعودي يتمتع بملاءة مالية كافية لأن يكون سائحا من الدرجة الأولى . فهو بذلك لن يبحث عن عمل هناك ، ولن ينام في المنتزهات ، ولن يشكل خطورة أمنية ، ولن تتركه سفارة بلاده إن هو احتاج لخدمات صحية ، ولن يبحث عن الهجرة غير الشرعية . أي أنه لا يشكل أي قلق لهم .

لا أعتقد أن الأوروبيين أكثر حرصا على أمنهم من الولايات المتحدة الأمريكية التي تمنح المواطن السعودي تأشيرة دخول لعشر سنوات ، ولا من بريطانيا التي تمنح التأشيرة للسعودي أيضا لعشر سنوات . فلو كانت هناك أي محاذير على السائح السعودي ، لما تعاملت أمريكا وبريطانيا معه بهذه الطريقة المحترمة .

لقد أوصى مجلس الشورى قبل شهر مقام وزارة الخارجية بأن تفتح هذا الملف مع الأوروبيين والطلب منهم التعامل بالمثل ، بدلا من الإجراءت السيئة التي يُعامل بها السعودي في حالة رغبته الحصول على تأشيرة “الشينجن” .

المطالبة بالمعاملة بالمثل لا تغضب أحدا . فكل ما نطلبه هو تسهيل تام للحصول على التأشيرة الأوروبية ، تماما كما هو معمول به عند رغبة الأوربي الحصول على تأشيرة الدخول للمملكة . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *