الرأي , رياضة

زيادة اللاعبين غير السعوديين.. ماذا بعد فشل التجربة؟

حمد الدبيخي

كاتب ومحلل رياضي ، ولاعب كرة قدم سابق في نادي الإتفاق

انتقدنا قرار زيادة عدد اللاعبين غير السعوديين لما لذلك من أضرار بالمنتخب بشكل مباشر إلا أن المسؤولين أوضحوا أن القرار من أجل رفع القيمة الفنية والمالية للدوري السعودي حتى يكون من ضمن أفضل عشرة دوريات بالعالم .

احترمنا ذلك وانتظرنا أن يتحقق للدوري السعودي الهدف الذي من أجله تمت زيادة عدد اللاعبين غير السعوديين ولكن حتى الآن فليس هناك أي تأثير إيجابي من تلك الزيادة على الشكل الفني العام للدوري السعودي .

التنافس بالقمة على لقب الدوري لا زال قليلاً لا يتجاوز الثلاث فرق بالدور الأول ، وأعتقد بأنه سيتقلص إلى اثنين كما حدث بالموسم الماضي بين الفريقين النصر والهلال .

أهم مؤشر على أن قرار الزيادة حقق أهدافه أن نرى مساحة التنافس بالقمة على لقب الدوري لا تقل عن خمسة أو ستة فرق ، وهذا ما لم يتحقق حتى الآن ، ولا أعتقد بأنه سيتحقق بالمستقبل ، ولذلك فإن قرار تقليل اللاعبين الأجانب سيكون قراراً أفضل .

رفع القيمة السوقية دون القيمة الفنية دليل على أن هناك خلل لابد من إصلاحه ، وقرار التقليل أحد أدوات الإصلاح وتحقيق مكاسب للكرة السعودية فنياً ومالياً .

كما أن رفع القيمة الفنية ليس مرتبطاً بالعدد بل بالقيمة الفنية للاعبين غير السعوديين ، وهذا يعني أن تكون الصفقات وفق اختيارات فنية دقيقة ، ووفق احتياجات الأندية وقد وفقت كثيراً من الأندية في اختياراتها فهناك عدد من اللاعبين المؤثرين في فرقهم ولكنه عدد قليل وفق المجموع العام لعدد اللاعبين غير السعوديين .

حتى في ظل تقليل عدد اللاعبين غير السعوديين فإن الأندية لن تترك مركز المهاجم للاعب السعودي فالتعاقد مع مهاجم أجنبي من الأساسيات للأندية وبالتالي سيظل التأثير في الشكل الهجومي على المنتخب وارد ومستمر ولن نجد حلاً لهذه الإشكالية في عصر احترافي ؛ فالأندية تسعى لمصالحها أولاً .

البعض يرى أن انحصار المنافسة بين الهلال والنصر أمر طبيعي جدا ؛ ففي كل الدوريات هناك فريقان فقط يتنافسان على اللقب ، وأعتقد أن الانحصار المبكر دليل ضعف الفرق الأخرى ، وهذا يقود إلى تقليل قوة الدوري .

انحصار التنافس بين فريقين يفتح الباب للتنافس خارج الملعب عبر بعض اللجان وأهمها لجنة الحكام ولجنة الانضباط وليس ببعيد عنهما لجنة المسابقات فأي قرار سيكون بألف علامة استفهام وشكوك ، وتجنب أو تأخير أي قرار أيضاً سيكون تحت نفس العلامات والشكوك .

شخصياً.. أتمنى أن يكون التنافس على لقب الدوري لخمس أو ستة فرق وأن يقل العدد في الجولات الأخيرة وفق نتائج نفس الفرق فيما بينها لكي يستحق اللقب .

وفق المعطيات الحالية فإن التنافس محصور بين نفس الفريقين المتنافسين بالموسم الماضي مع زيادة عدد اللاعبين الهلال والنصر ، وإذا لم يتمكن الأهلي من المشاركة معهم فكل الأمنيات أن يظل التنافس حتى الجولة الأخيرة كما هو في الموسم الماضي وحتى لا يفقد الدوري بريقه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *