الرأي

لن تبقى طويلاً

أسماء العبداللطيف

كاتبة سعودية،مدربة معتمدة في القراءة

ها هو العالم يقف ، طارقاً أبواب العام الجديد . ..الجديد بكل شيء 2020 ..
عندما تلتفت للسنين العشر الماضية تشعر أنها مختلفة تماماً لكنك لا تعرفها..!
كيف لنا أن نتحدث عنها ولها .. !! لعل أبرز ما فيها أن الأشياء لا تبقى طويلاً وكل شيء قابل للرحيل .. لا تعلم هل الأيادي نسيت كيف تمسك بالأشياء ، الكل يرحل الكل يسقط الكل يتغير..!؟
أم العقول أصابها اليأس وآمنت بموت أفكارها ، ذكرياتها ، ومبادئها !؟
أم القلوب آمنت بموت إيمانها !؟
ماالذي يا ترى نستطيع حمله للسنين القادمة إن كان كل شيء يسقط ويسقط كالشهب أو ينفلت من أيدينا وكأنه شيء لا يعنينا أو لم يكن يوماً جزءا منا ..؟
من منا لم يكن ذلك الشخص الذي سقطت منه الكثير من الأشياء إما رغبة أو غصبا!؟
ومن منا يعرف ما الذي يحمله لسنينه القادمة ؟
السنين التي تشعر أن كل شيء يدور حولك لا حول الشمس ومنها تصنع نهارك وليلك وغيثك وقحطك وربيعك وخريفك … وهذا الأخير اجعله القليل.

في أعوامك القادمة لا تتسكع كثيراً في ما تريد وما لا تريد ، ولا تتسكع بين العلاقات وشبه العلاقات ولا تتسكع بين حب وشبه حب ، إما حب تحده الأشواق من كل الجهات أو دع شبه الجزيرة في الخريطة .. لا في قلبك .
أما الأخيرة فهي الأحلام كم عام مضى وأنت تتسكع في أحلامك ؟ وكم حلم مات وكم حلم بعث؟
لن أحدثك كثيرا عن الأحلام لكن لا حلم بلا خريطة ؛ الحلم كالحرب احمل خريطتك وقاتل .

يقول خورخي بوكاي :
ان إيجاد معنى للحياة يتطلب الإجابة على ثلاثة أسئلة:
من أنا؟
إلى أين أذهب؟
ومع من ؟

السؤال الأخير يعني مع من وليس على حساب من ؛ أي إلا تغذي حياتك وأحلامك من حياة شخص آخر.

إذا عرفت من أنت وإلى أين أنت ذاهب ومع من ؟ فأنت تعرف أين ستصل وكيف ومتى ؟
ولأنك عظيم ستعرف كيف تمسك بالأشياء ، وأن سقوطها سقوط بعضك، ولن يبكي بعضك على بعضك معك .
* وإلى عشر سنبلات خضر وأخرى يانعات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *