الرأي

عبثاً تلعب!

محمد العمري

كاتب رياضي

كان في السابعة عشرة من عمره ترك وطنه برفقة والدته إلى بلد جديد وفريق كبير ومدرب أسطوري وسط أسماء عتيدة في عالم المستديرة، ولكنه أدرك أن كل ما سيفعله بدءًا من ذلك اليوم يعد أساساً لمستقبله كلاعب وشخص. ولأنه فكر بعقلانية ولمعرفته أن التزامه داخل الملعب وخارجه أحد أهم العوامل التي سترفع أسهمه في لعبة قد ينتهي مستقبل ممارسها في أي لحظة، بسبب أصابة أو أي سبب آخر خارج أو داخل الملعب لذلك هو أحد أفضل لاعبي العالم.. أنه صاروخ ماديرا كريستيانو رونالدو.

من يقرأ سيرته وسيرة أمثاله وينظر لحال اللاعبين الناشئين الصغار لدينا يستغرب من حالة الضياع الفكري لبعض المواهب الرائعة، فهم عندما يقلدوا رونالدو وميسي كقدوات، فأول محاولة في التقليد تكون في المظهر الخارجي وبعض الحركات الإستعراضية داخل الملعب، ولكن عندما تسأله هل تتبع نظامه الغذائ؟

هل تبقى بعد التمارين الجماعية لتنمية مهارات التسديد والمراوغة ودقة التمرير، أو نقاط ضعفك كحارس؟

هل تنام مبكراً، ولاتضيع وقتك في السهر في الإستراحات والمقاهي؟

هل تذهب لصالة الحديد باستمرار؟

سيكون الجواب لا، إذاً هذا الشخص ليس قدوتك كلاعب ولن تجد أي من لاعبي الصف الأول في العالم ليكون قدوة لك.

العبث في نظام الحياة الذي يعيشه كثير من اللاعبين الشباب هو نتيجة قصور لفهم حياة اللاعب المحترف التي يفترض أنهم يعيشون تفاصيلها وقوانينها، وفي الحقيقة يعيشون جزئية الشهرة والمال فقط، لذا تجدهم يندفعون خلف السهر ويرافقون من يدفعونهم لنظام حياة آخر أولوياته مصدر رزقه، حيث يُستنزف كشخص طالما هو نجم مشهور وعند أفوله ينتهي كل ذلك ليتلقى الصفعة الوحيدة والأقوى في حياته و لكن في الوقت الضائع.

بعد آخر

يقول السير أليكس فيرغسون في سيرته الشخصية أن والدة كريستيانو كانت امرأة قوية تدرك ما يمر وسيمر به ابنها؛ فحرصت على التزامه بما يساعده على النجاح. فالوالدان يعتقدان أن ابنهم أصبح شخصاً كبيراً مسؤولاً عن نفسه بمجرد توقيعه عقداً بعدة ملايين من الريالات وهو في التاسعة عشرة أو العشرين من عمره، بينما المنطق يقول أنه لتُعامله كشخص عاقل و متزن لابد أن يثبت ذلك بأفعاله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *