الرأي , سواليف

جات تكحلها أعمتها

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

بكل جدية أقول إن الفتاة التي ظهرت في مقطع تافه مع شخص غير كفؤ ، كلاهما لا يستحق هذه الأسطر ، فهما أقل من أن نضيع وقتنا في الكتابة عنهما وعن فعلتهما التي لم تخل من المجاهرة بالفعل الفاضح ، ولولا أن تجاوزهما في ذلك المقطع قد مس المجتمع السعودي والتغير الذي يمر به والرؤية التي نسير عليها ، لما كتبت حرفاً واحداً عن هذين التافهين ، ومع أن الكثير من المشاركين في الهاشتاق الذي دشنه المخلصون من أبناء الوطن ، تناول جنسية تلك الفتاة ، إلا أنني لا أحبذ التعرض لجنسيتها وأهلها ومجتمعها ؛ فالقضية قضيتها والتصرف هو تصرف شخصي منها ، ولا أرى أهمية لجنسيتها ، كما لا يهمني إن كان الرجل الذي ظهر معها في المقطع هو سعودي أو متسعود أو مجنس . فالأمر متعلق بمحتوى ما ظهر في المقطع من إسفاف بثوابت مجتمعنا ، ناهيك عن الحركات الوقحة ، والإيحاءات السمجة التي نخجل أن نراها أو يراها أبناؤنا وبناتنا .

الإسقاط كان واضحاً على التغيير الذي يشهده مجتمعنا نحو الوسطية والبعد عن التشدد ، وهو التغيير الذي لم يعجب الفئات المتطرفة ، وما قاله ذلك التافه من همز ولمز وإسقاط ضد الترفيه ، واعتبار ما يقومان به يتماشى مع فعاليات الترفيه التي بددت الكثير من التشدد الذي عشناه لعقود طويلة، وهو بذلك يتبنى مواقف واضحة تحرض الناس على حكومتهم ، وتصوير رؤية المملكة 2030 وكأنها تدعو للفجور والخروج على العادات والتقاليد والثوابت التي يتمسك بها كل سعودي مهما كانت توجهاته .

تلك الفتاة الوقحة والحقيرة ، تقول إن جدها هو من أسس دولتنا ، وهي لو كانت تعرف التاريخ وتفهم الأحداث ، لما قبلت أصلاً أن تظهر في مقطع أقرب للمشاهد الإباحية منه للمشاهد الإعلانية التي تدعي بأنها ذهبت لتصويرها . ولو أنها سكتت لكان أهون عليها ، لكنها وكما يقول المثل “جات تكحلها فأعمتها” . باختصار أقول لهما إن المعصية خطيرة والأخطر منها المجاهرة بها ، وإذا كان عقاب الآخرة بيد الله عز وجل فهو الذي يغفر وهو الذي يعاقب ، فإن المجتمع السعودي بأكمله يأمل في أن يقتص القضاء والقانون له بعد هذه الإساءة الكبيرة . ولكم تحياتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *