الرأي , سواليف

التجارة بالمسروقات.. الشاحنة كلمة السر

قضية بيع المسروقات مرتبطة بثلاثة عناصر: السارق سواء كان شخصاً واحداً أو ضمن عصابة جماعية ، والعنصر الثاني من ينقل تلك البضاعة المسروقة ، والثالث هو من يتاجر فيها بالشراء ثم إعادة البيع ، ولكل عنصر من هذه العناصر أسرار وخفايا؛ ولهذا يصعب مناقشتها جميعاً في مقال واحد؛ ولأن خير الأمور أوسطها ، فإن عملية استئجار شاحنات النقل بكل بساطة ويسر ، هو مربط الفرس الذي سأتحدث عنه في هذا المقال .

فظاهرة انتشار تلك الشاحنات في الشوارع ، وسهولة تأجيرها من أجانب يسيطرون على هذه المهنة ، تشكل خطورة كبرى . فهي أولاً تعمل دون توثيق لما تقوم بنقله ، وثانياً لأن لا مكاتب لها يمكن مراجعتهم ، بل تنتشر في ساحات عامة أمام الجهات الأمنية وأمام الناس أجمعين دون أن يسألهم أحد عن كفلائهم المتسترين عليهم ، وزيارة واحدة لتلك الساحات يمكن لأي شخص في أي مدينة كان ، الحصول على خدمات تلك الشاحنات . فبمجرد وقوفه ، سيتفاجأ بسائقيها وهم يتنافسون عليه بينما تلتف حولة تلك العمالة السائبة . حيث يتمحور التفاوض حول المبلغ الذي سيتقاضونه . أما نوع البضاعة ومصدرها وإن كانت مسروقة أم ملك الشخص نفسه ، فهذا لا يعنيهم ولا يهمهم في شيء .

في مدينة الخبر التي أسكنها ، هناك أماكن تقف فيها تلك الشاحنات والمركبات ، وبجانبها عشرات العمال الذين ينتظرون إشارة من سائق الشاحنة التي يتفاوض مع الزبون ، وما يحدث في هذه المدينة يحدث في بقية مدن المملكة رغم ما يشكله ذلك من خطورة كبيرة . فلا أحد يعرف مصدر تلك المنقولات ، أو إن كانت مسروقات أو ممنوعات قد تهدد أمن البلاد والعباد .، ولست متأكداً إن كانت هناك أي رقابة عليهم ، فما نشاهده على أرض الواقع يؤكد بأن “الطاسة ضايعة” .

الحلول بسيطة جداً .. ففي ظل تحول المملكة من الأسلوب التقليدي في الإدارة إلى الأسلوب الاحترافي ، فإن إلزام “مُلاك” تلك الشاحنات بالحصول على تراخيص من الجهات المختصة كوزارات الداخلية والنقل والتجارة والبلديات ، سيكون الخطوة الأولى لحل هذه الفوضى . فالحصول على تلك التراخيص ، يعني وضع سجلات واضحة لتدوين كل عملية نقل ، ومواقف معتمدة لإيقاف الشاحنات، ورسوم متفق عليها لا تخضع للمساومات .

ومن هنا وإلى أن يتم تنظيم هذه المهنة ، نطلب من إدارات المرور في مختلف مناطق المملكة منع تلك الشاحنات من الوقوف في الساحات العامة ، ومن الجهات الأمنية إلزام ملاك الشاحنات بتوثيق كل عملية نقل توضح من هو الزبون وما هي بضاعته ومن أين له تلك البضاعة وإلى أين سيأخذها . وللحديث بقية . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *