الرأي , سواليف

الإيدز.. لحظة الحقيقة

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

مجرد ذكر كلمة “إيدز” ، يصاب المرء بالرعب والخوف حتى لو لم يكن له علاقة بهذا المرض المميت . ويوم أمس الموافق الأول من ديسمبر أحيت الأمم المتحدة اليوم العالمي للإيدز ، المعروف بمرض “نقص المناعة المكتسبة” ، وحتى لا يكون المقال سوداوياً جداً ، أُذكّر بدايةً بأن الجهود العالمية نجحت حتى الآن في التقليل من عدد الإصابات السنوية وأعداد المتوفين جراء هذا المرض الخطير . فقد أبلغ برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة ، عن انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض إلى 770 ألف وفاة من المصابين بالمرض عام 2018 ، ورغم أن هذا العدد يعد كبيراً ، إلا أنه يعتبر أقل بكثير مما سجل عام 2005 ، والذي شهد وفاة 1,7 مليون مريض . صحيح أن هذه الأخبار مشجعة ، إلا أنه وفي المقابل ، فإن هناك تباطؤاً في الحد من الإصابات الجديدة ، بإستثناء جنوب أفريقيا التي تعد من أفضل الدول تعاملاً مع هذا المرض ، حيث انخفض معدل الإصابات والوفيات الجديدة فيها بنسبة 40% منذ عام 2010 .

من المؤسف أن يتزايد عدد المصابين بالإيدز رغم كل ما يبذله العالم من جهود لتوعية الناس وتحذيرهم من الوقوع في جحيم هذا المرض . فالإحصاءات تؤكد إصابة 1,7 مليون شخص العام الماضي فقط ، وأن العدد الكلي للمصابين وصل إلى 39 مليون مصاب .

في تقرير للمكتب الفدرالي الأمريكي ، أوضح أن 60 % من الإصابات بهذا المرض والتي تم تشخيصها العام الماضي انتقلت عن طريق ممارسة الجنس ، فيما انتقلت 39% عن طريق تعاطي المخدرات . وحسب نفس المكتب فإن مليون شخص من المصابين يعيشون في روسيا والتي شهدت في الشهور العشرة الأولى من هذا العام أكبر نسبة إصابة حول العالم ، منهم 37% من النساء .

إذن ممارسة الجنس خارج حدود الزوجية ، وتعاطي المخدرات ، يعتبران من أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بالمرض القاتل الذي لم يتوصل العلماء لعلاج شاف منه . فما الذي يدفع البعض وخاصةً الشباب نحو هذا المرض رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدول وكافة المنظمات العالمية المختصة للتوعية من أخطاره ومسبباته ؟!

أكثر ما يؤلم أن هناك بعض الدول العربية والخليجية بالتحديد ، تتغاضى عن ممارسة الدعارة بشكلها المنظم ، فهناك دول تعرف بأن هناك أماكن فيها يمكن لأي كان ممارسة الجنس وفي أي وقت وبكل سهولة ويسر ، ومع ذلك تتجاهلها ولا تتخذ أي إجراء ضد ممارسيها وممتهنيها .

أما المخدرات ، فهي أم المصائب ، ودار الكوارث ، ومنبع الجرم ، وتدمير المجتمعات . ولهذا لن يكفيها جزء من مقال عابر كهذا المقال .. للحديث بقية ولكم تحياتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *