الرأي

الصفح عن تميم.. انتصار لجرائمه

طارق إبراهيم

رئيس التحرير ، ومالك شركة (الطارق للإعلام) وسابقا: رئيس تحرير صحيفة (الوطن) السعودية، و رئيس تحرير مجلة (الأسرة) .

كلما جاء مسؤول كويتي إلى بلادنا حاملاً رسالة من سمو أمير الكويت لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شاعت الأخبار عن قرب حل الأزمة القطرية، ثم تمضي الأمور بعد ذلك، دون أن تغير المملكة موقفها من الدوحة ولا شروطها للقبول بفتح باب الأمل في هذا الاتجاه..

إن هذا الثبات السعودي، إنّما يدل على أن ما لدينا – كسعوديين – من ذكريات مؤلمة مع النظام الحاكم في قطر وأبواقه ستبقى لزمن بعيد. قطر لم تتوقف يومًا عن الإساءة لوطننا وقيادتنا ورموزنا، ولهذا أمنيتنا ألا تعُطى قيادتنا لهم وجهًا، خاصة وأنهم يظنون أن ما يقدمونه من غثاء ودناءة عبر إعلامهم سوف يدفعنا لقبول اعتذارهم أو الصلح معهم، بوهم أن هذا هو السبيل الوحيد كي يتوقفوا عنا.

إن ما اقترفه النظام القطري، يظل – في نظري ونظر كل مواطن سعودي وكل مواطن خليجي شريف – جريمة لا تسقط بالتقادم ، ولا يمكن نسيانها، حتى لو وقعوا على مليون اتفاقية وتعهد بالرضوخ لمطالبنا.

أما الحل الذي يرضينا فيبدأ بخروج القيادة القطرية من المشهد، ثم إعادة ترتيب الأوضاع، بما يؤسس لعلاقة قائمة على الثقة والاحترام والتعاون الذي يعيدنا والشعب القطري إلى المسار الواحد والمصير المشترك.

لقد تعودنا في السعودية على أذى المرتزقة الذين يوظفهم النظام القطري، خاصة إعلامه المتخم بكل الخونة والحاقدين والمشردين، وتعلمنا كيف نرد الصاع صاعين، لكن ما يقلقنا حقًا هو كثرة مطالب بعض الأخوة الخليجيين، خاصة ذوي المكانة لدينا، بأن نصفح ونسامح ، متجاهلين كل ما قام به هذا النظام ضدنا..

إننا – وكما يعرف التاريخ عنا – أهل عفو وتسامح، لكن التزامنا بعاداتنا وأخلاقنا يرتبط دائمًا بقناعات لم تعد قائمة في حالة النظام القطري، لاسيما وأن أي خطوة للصفح منا سيصورها لنفسه وأتباعه كانتصار لهم .. وهذه درجة لا نود أن يبلغوها !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *