الرأي , سواليف

حواجز الداخلية ومجمعات الخبر

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

الخبر الذي أذاعته قناة الإخبارية السعودية عن قيام وزارة الداخلية بإزالة الحواجز ونقاط التفتيش المحيطة بها ، والتي تم وضعها عقب تعرض مبنى الوزارة لعدة عمليات إرهابية عام 2004 ، أي قبل خمسة عشرة سنة بالتمام والكمال . هذا الخبر أسعدني جداً ، كما أسعد كل مواطن سعودي . فإزالة تلك الحواجز عن واحد من أهم المباني الحكومية ، ما هو إلا إعلان بالانتصار على الإرهاب ودحر للإرهابيين ، ممن روّعوا الناس وقتلوا الأبرياء وعاثوا في الأرض فساداً . كما أنه إيذان بتمام الأمن والأمان في هذا البلد المبارك .

سعادتنا بهذا الإنتصار ، لن تنسينا أبداً الدور الكبير الذي قام به سمو سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز – يرحمه الله – والذي قاد بحنكته وخبرته أكبر معركة في العالم ضد الإرهاب والإرهابيين وضد العصابات المجرمة التي حاولت زعزعة أمن واستقرار وطننا الغالي ، كما لن ننسى أبطالنا من الشهداء – يرحمهم الله – والذين سقطوا في المواجهات العنيفة التي دارت بين أجهزتنا الأمنية وعصابات القاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية .

أعود للخبر الذي أشرت إليه في بداية المقال حول إزالة الحواجز ونقاط التفتيش المحيطة بمبنى وزارة الداخلية ، وأُذكّر اللجنة الأمنية بالمنطقة الشرقية ، بأن هناك مجمعات سكنية ، بعضها مهجور ولا يسكنها أحد ، لا تزال محاطة بالأسوار الشائكة والكتل الأسمنتية ، وباتت مكاناً لتجمع الأوساخ والقاذورات دون أن يتمكن أحد من اجتيازها لتنظيفها ، ناهيك على أنها منصوبة على الأرصفة ، وتشكل تلوثاً بيئياً وبصرياً ؛ بل أن هناك أكشاك قديمة ومتهالكة موضوعة خارج تلك المباني رغم أنه وكما قلت لا يسكنها أحد ، ومن يمر عبر الشوارع المحيطة بأحد المجمعات الواقع في الحزام الذهبي في مدينة الخبر على سبيل المثال ، أو بمجمع آخر على طريق الخبر الدمام ، أو غيرهما من المجمعات ، سيرى كم هو الوضع سيئاً وغير مقبول ، ولا أدري لماذا لا تتحرك البلدية على الأقل بتقليم وتهذيب الأشجار القريبة من تلك المجمعات ، فليس هناك سبب واحد يمنعها من القيام بذلك .

إن هذه المجمعات وإن كان بعضها مسكوناً ، فلن تكون أبداً في أهمية مبنى وزارة الداخلية ، وإن رأى أصحابها ضرورة وضع تلك الخرسانات فليضعوها في حدود مجمعاتهم وأراضيهم ، بعيداً عن استغلال الأرصفة لسنوات طويلة دون أن يبحثوا عن حل لمشاكلهم ، وإني على استعداد للوقوف مع أي لجنة مسؤولة على تلك المواقع المشوهة لجمال مدننا وراحة ساكني أحيائها . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *