الرأي

تطوير المنطقة الشرقية (6).. خصخصة طريق أبوحدرية

محمد السويكت

الرئيس العام السابق لسكة الخطوط الحديدية ، والوكيل السابق بوزارة النقل

“ماهي العوامل المؤثرة التي يمكن أن تستقطب القطاع الخاص للاستثمار في مجال إنشاء وصيانة الطرق ، حيث يحتاج الأمر لقرارات تشريعية لإبراز الحوافز الاقتصادية التي تجعل إنشاء وتشغيل وصيانة الطرق ذات جدوى اقتصادية بما فيها مردود مالي يغطي تكلفة الإنشاء والتشغيل خلال مدة معقولة ، وهنا يمكن لصندوق الاستثمارات العامة المشاركة بهذه المشاريع.

حيث يلزم التركيز على الإمكانيات التي يمكن للطرق أن توفرها كمردود إقتصادي ، عدا فكرة تطبيق رسوم على الطرق ، فهناك أفكار كثيرة لمن يعرف الطرق حق المعرفة يمكن الاستفادة منها في جذب وإستقطاب القطاع الخاص للمشاركة في إنشاء طرق جديدة أو إعادة تأهيل وتحسين طرق قائمة وتشغيلها وصيانتها ، ومن الأفضل البدء من الآن باقتراح تطبيق ذلك على بعض الطرق للتجربة كمشروع Pilot project ، وهنا أرشح طريق الدمام/أبوحدرية السريع ، والذي حالته سيئة للغاية في معظم أجزائه ، ويحتاج لإعادة تأهيل جذري ، علما أنه سبق إعادة إنشائه بالكامل بتكاليف باهظة ، ولكن بسبب مواصفات وإجراءات وقرارات غير مناسبة أدت لوضعه الحالي ، وللإحاطة تقوم الوزارة حالياً بتعميد مقاول الصيانة بإعادة إصلاح بعض المناطق المتضررة من الطريق ، علماً بأن طريقة الإصلاح المقترحة ليست مناسبة ، وقد أخترت طريق الدمام/ أبوحدرية لأنه أحد أهم محاور الطرق الرئيسية على مستوى المنطقة الشرقية ،حيث يربط الدمام بمحافظات الخفجي وقرية العليا وحفرالباطن ، كما يربطها بمنطقة الحدود الشمالية والجوف ويربطها بالكويت والاردن ، وهو ضمن محاور الطرق الدولية بالمشرق العربي المعتمدة من الاسكوا ، وعليه حركة مرور كثيفة ، وأصبح يشكل خطرا على مستخدمي الطريق ، ولذا فإن اختياره سيؤدي لما يلي:

– توفير الوزارة لمبالغ كبيرة لإعادة تأهيله .
– سيتم تحسينه وتطويره ورفع مستواه بحيث تشمل توسعة وإضافة طرق خدمة ورفع كفاءة السلامة وتحسين محيطه على الجانبين ، ويمكن أن يصبح نموذجا حديثا للطرق السريعة و الرئيسية بالمملكة .
– الجدوى الإقتصادية المتوقعة من الإستثمار في الطريق متوفرة.

ولتحقيق نجاح هذه الفكرة ، فإن ذلك يتطلب تكليف مكتب إستشاري متخصص في هذا المجال ، تبدأ بتقييم حالة جميع عناصر الطريق ، وتحديد المستوى المطلوب الوصول اليه ، وتحديد مايحتاجه الطريق من أعمال إضافية، بما فيها الخدمات المساندة ، ليكون نموذجا للطرق السريعة على مستوى العالم ، وليس على مستوى المملكة أو الخليج فقط ، كما يتطلب من المكتب دراسة وأقتراح الحوافز ذات الجدوى الإقتصادية لجذب القطاع الخاص للإستثمار في إعادة تأهيل وتشغيل وصيانة الطريق ، كما يقدم الاستشاري إقتراحات للقوانين التشريعية التي تمكن من الاستفادة من الإمكانيات التي يوفرها الطريق ، ولدينا تصور شامل بما يحتاجه الطريق من توسعة وتحسين ورفع مستوى وخدمات مساندة ، كما لدينا أفكار عن الإقتراحات للإمكانيات التي يمكن أن يوفرها الطريق ، وأقتراحات لبعض القوانين التشريعية الممكن تطبيقها لتحقيق ذلك” .

ما ذكرته أعلاه كان بالحرف الواحد ، ما أرسلته قبل عامين لوزير النقل السابق ، سلم بيده شخصياً ، عن تطبيق برنامج التحول الوطني 2020 ، ورؤية المملكة 2030 ، وذلك ضمن ملاحظات شاملة عن وزارة النقل ، والسكك الحديدية ، وإقتراحات لتحسين الأداء في كليهما.

المهم الآن ، أن وضع طريق الدمام / أبوحدرية / الخفجي بحالته الراهنة والتي تزداد سوءً كل يوم ، لم يعد من المعقول التغاضي عنه ، ويحتاج لجهة تهتم به وتبادر فوراً بإصلاحه وتحسينه وتطويره.

ولن نجد أفضل من شركة أرامكو للقيام بذلك ، لتواجد الشركة في المنطقة الشرقية ، ولوجود مشاريع إستراتيجية لها على طريق أبوحدرية ، كما توجد لها أعمال في منيفة والسفانية على طريق الخفجي ، وسبق للشركة أن نفذت أربع تقاطعات على طريق أبوحدرية / الخفجي ، ومن ناحية أخرى لأن الشركة لديها إدارة متفهمة لتوجه الدولة بشأن رؤية المملكة 2030 وخبرة في مجال الخصخصة والاستثمار ، خصوصاً وأن محافظ صندوق الاستثمارات العامة أصبح هو رئيس مجلس إدارة الشركة.

ولهذا أقترح أن تقوم الشركة بإستلام الطريق من وزارة النقل من بدايته ، عند تقاطعه مع طريق الظهران / بقيق إلى نهايته عند الخفجي بطول (300) كلم ، وأن تقوم بالأخذ بالإقتراح الذي طرحته ، بشراكة مع القطاع الخاص لتمويل إعادة تأهيل الطريق كطريق سريع بكامل مرافقه مع تحسينه وتطويره وتشمل محيطه على الجانبين ، وإنارته وتنفيذ جميع عوامل السلامة الحديثة ، وعلى أن يبدأ تشغيله وصيانته والإستثمار فيه بمشاريع خدمية يحتاجها مستخدمي الطريق ومربحة في نفس الوقت ، ويمكن أن تكون مدة التخصيص (12) عاماً ، ولضمان هذا التوجه يمكن أن تساهم شركة أرامكو بـ (20% ــ 30%) ، وصندوق الاستثمارات العامة بـ (20% ــ 30%) من تكاليف إعادة تأهيل الطريق.

في حال البدء بتطبيق هذه المبادرة ، والتي أتوقع لها النجاح على أرض الواقع إذا حضيت بالإهتمام والدعم اللازم ، فإنه يمكن أن تعمم لاحقاً على الطرق الرئيسة في المنطقة الشرقية كطريق الدمام / الجبيل السريع ، وطريق الظهران / بقيق / الأحساء ، وطريق الدمام / الرياض / السريع ، وطريق أبوحدرية / النعيرية / حفرالباطن / رفحاء ، وطريق الرقعي / حفرالباطن / المجمعة ، وطريق الهفوف / سلوى / البطحاء ، وطريق الظهران / العقير / سلوى ، وطرق أخرى ، ومنها إلى جميع الطريق الرئيسة بالمملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *