الرأي

لقاء أولياء الأمور.. خلف الستار!

مي الصقير

محللة التخطيط الإستراتيجي في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي ومديرة العلاقات العامة والإعلام في الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع في المنطقة الشرقية.

تذمرت مؤخراً  كاتبةٌ مرموقةٌ من عدم قدرتها على حضور لقاء أولياء الأمور في مدرسة ابنها بالرغم من غياب الأب التام عن حياتهما. استوقفتني تغريدتها وعرضت أمامي فلماً طويلاً من الذكريات التي مررت بها شخصياً في مشواري التعليمي ، وعدم قدرة أبي على حضور ليس فقط لقاء أولياء الأمور فحسب بل كل المحافل التي تم فيها تكريمي كطالبة مثالية، نجاحي، نشاطاتي المسرحية وختاماً، تخرجي! أبي الذي جاد علي بمشقته وتعبه و قوته ليهييء لي سبل الراحة وفرصة التعليم في أفضل مدارس المنطقة، حُرم أن يعيش لحظة الحصاد والافتخار بإنجازات ابنته.

ها نحن نعيش الآن حالة استثنائية ومرحلة تغيير جذري لتمكين المرأة، لكن تبقى هناك بعض التعقيدات المتصدئة غير قابلة للمس. الأم التي تربي، تكبر، تسهر، تتعب، والآن تعمل أيضاً غير قادرة أن تحضر لقاء الأولياء الخاص بابنها. أليست هي من تعلم مما يعاني ابنها وتحدياته الأكاديمية؟ أليست هي من تحل معه واجباته المنزلية؟ أليست هي من تعرف أصدقاءه؟ فلماذا تُحرم حق مناقشة هذه القضايا مع المسؤول في الجهة الأخرى من المعادلة لتتحقق الموازنة التعليمية؟

في حال وجود الأب، وجب مشاركة كليهما المسؤولية وحضور اللقاء سوياً ليكونا على علم ودراية بوضع ابنهما التعليمي. أما في حال غياب أحدهما، فوجب إتاحة الفرصة لمن يقوم بالرعاية والتدريس فرصة الحضور واللقاء.

تكليف شخص وسيط لحضور اللقاء لمجرد مطابقته مواصفات الجنس المطلوب ليس إلا عقبة في طريق التربية والتعليم، بل ومن شأنه عرقلة المهمة السامية والتي تقع على عاتق من يقوم بالرعاية. فتكون النتيجة طفل مكسور الخاطر وأضعف أكاديمياً من المستوى المطلوب، وولي أمر (أب أو أم) محروم من أبسط حقوقه.

و يبقى السؤال: هل سيُنفض الغبار عن مسرح لقاء أولياء الأمور أم نكتفي به خلف الستار؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *