الرأي , سواليف

اليمنيون بين الرياض وأبو ظبي

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

أثبتت الأيام أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، لا تريدان لليمن أرضاً وحكومةً وشعباً إلا كل الخير ، ولعل التوقيع على الاتفاق ، الذي بذلت فيه المملكة الجهد الكبير ، بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – استجابة لدعوة المملكة للحوار لمناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار ونبذ الفرقة ووقف الفتنة وتوحيد الصف ، لأكبردليل على أن المملكة ودولة الإمارات حريصتان على اليمن وشعبه .

لقد دفعت الدولتان أثماناً غالية لصون اليمن من التدخل الفارسي عبر عصابة الحوثيين ، وأثمن ما قدمتاه هو عدد من الشهداء السعوديين والإماراتيين ممن سقطوا في أرض الكرامة والعزة ، حيث اختلطت دماؤهم بدماء الأشقاء اليمنيين الذين انخرطوا في جيش الشرعية دفاعاً عن كرامة وطنهم وطهارة أرضهم من نجاسة الفرس وأذنابهم من الحوثيين ، في الوقت الذي استضافت فيه المملكة أكثر من مليون ونصف المليون يمني يعملون في مختلف المدن والقرى السعودية ، ضمن تسهيلات لا يمكن نكرانها ، ولكم أن تتصوروا وجود أكثر من مليون ونصف المليون يمني يعملون هنا ، يسترزقون ويحولون أموالهم لبلدهم بكل يسر وسهولة ، بينما هناك عصابة تضمر الشر لوطننا وتهاجم مدننا وقرانا .

لقد تابعنا بفرحٍ شديدٍ مراسم التوقيع على الاتفاق الذي وُقع البارحة ، فليس هناك أجمل من إعلانٍ يحقن الدماء بين الأخوة والأشقاء ، ولكننا وفي غمرة نشوتنا وأفراحنا بتلك التطورات ، نتمنى من كل يمني ألا يضيع جهود الخير التي قدمتها المملكة ، وما قدمه أبطالنا من تضحياتٍ بأرواحهم في أرض المعركة ، كما نتمنى عليهم أن يدركوا ولو متأخرين ، أن عدوهم الأول والأخير هو إيران وأذنابها في اليمن من الخونة الحوثيين . فإيران لم تقدم لليمن غير الأسلحة والمتفجرات وألغام الموت التي حصدت الكثير من أبناء اليمن . بينما المملكة واصلت إمداداتها الغذائية واللوجستية والخدمات الطبية والدعم المتواصل عبر مشروع الملك سلمان للإغاثة ، ولقد حان الوقت لأن يرتفع الصوت اليمني في وجه تلك العصابة ومن قبلها في وجه النظام الإيراني المجرم كما حدث في لبنان والعراق في حراكهما الأخير .

كل الخير نتنمناه لليمن حكومةً وشعباً ، وكل الأمل أن يعم السلام والأمن والأمان أرضهم السعيدة ، ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *