الرأي , سواليف

انتبهوا لبناتكم وأولادكم

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

لابد من الاعتراف بأن هناك تحولاً في تصرفات الأبناء والبنات ممن هم في سن المراهقة ، بل ولا يمكننا دفن رؤوسنا كالنعام من تجاوزات دخيلة علينا يرتكبها البعض ممن لم يفهم معنى التربية وحدود الأدب والمقبول وغير المقبول ، وكأننا لا نراها أو نسمع عنها . المسؤولية أولاً وأخيراً تقع على الآباء والأمهات ، فإن هم أحسنوا تربيتهم فلن يجدوا أبناءهم أو بناتهم في قائمة المتجاوزين لحدود الأدب والأخلاق ، والدليل على ذلك أن هناك الكثيرين من أمثالهم لم يتغيروا ولم يتجازوا أدب الحياة ، وحافظوا على المبادىء التي تعلموها في بيوتهم ، والنصائح التي أسداها لهم آباؤهم وأمهاتهم ، والسبب ببساطة أن الأسرة إما أنها تؤسس وتزرع مبادىء الأخلاق وحسن السلوك وسلامة التصرف في الأماكن العامة في نفوس أبناءها ، أو أنها تترك لهم الحبل على الغارب ، بلا رقابة أو متابعة أو اهتمام بتصرفاتهم ، أو لنقل تجاوزاتهم .

أتفهم – كثيراً – أن مرحلة المراهقة هي مرحلة صعبة جداً ، وقد ازدادت صعوبة مع المتغيرات التي حدثت ، ففي الماضي وقبل أن تصبح وسائل التواصل الاجتماعي متاحة وفي متناول يد كل طفل وشاب أو فتاة في سن المراهقة ، كانت التربية أسهل والنصح أكثر تأثيراً ، واختيار الأصدقاء أكثر سهولة ، وهذا كله جعل الأمر أكثر صعوبة وتعقيداً ، وما زاد الطين “بلة” أن الآباء والأمهات أيضاً وجدوا في تلك الوسائل والمتغيرات والعادات الاجتماعية ما يشغلهم عن أبنائهم وبناتهم ، فزادت المسافة بين الطرفين ، وأصبح كل طرف يغني على ليلاه ، فالأب يأتي من عمله ليتناول وجبة الغداء ثم يخلد للنوم ، وفي المساء هناك الديوانيات والاستراحات التي لا يمكن أن يغيب عنها ، تاركاً بيته في عهدة الأم التي لا يمكنها تحمل كامل المسؤوليات في ظل هذا الانفلات .

عندما تتجرأ فتاة على الرقص في مكان عام حتى وهي تخفي وجهها ، فإنها لا تعير أي اهتمام لسمعتها أو سمعة أسرتها ، وعندما يتجاوز الشاب حدود الأدب والحشمة والأخلاق دون حياء أو خجل ، فهذا دليل على أن أسرته وأسرة تلك الفتاة لم تربيانهما التربية التي يراقب كل منهما ذاته بغض النظر عن الزمان والمكان ، أو المناسبة أو الفعالية .

ما أردت الوصول إليه هو أن كل أسرة مسؤولة عن أبنائها وبناتها ، وإذا كان مقام النائب العام يراقب تلك التجاوزات ويأمر بجلب المتجاوزين للقانون والعدالة ، فلا يعني ذلك إبراء ذمة تلك العائلات ، فهم أمام القانون وقبل ذلك أمام الله سبحانه وتعالى يتحملون وزر تربيتهم واهماهم وتجاوز أبنائهم .

ومن غير المقبول أن يعلق أحدٌ الذنب على ما يقام من فعاليات أو مناسبات ، فالجميع يعلم أن عدد من يحضر تلك الفعاليات يتجاوز مئات الآلاف من الشباب والشابات والعائلات ، وأن من يخرج عن الأدب والحشمة لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد ، وكما يقال “كل إناء بما فيه ينضح” . أنتم أيها الآباء وأيتها الأمهات عليكم تقع كامل المسؤولية ، فلا تتهربوا منها ولا تلقوها على غيركم . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *