الرأي , هواجيس

بلاطة رصيف

هناك نوعان من المسؤولين.. نوع يعمل ليصنع مجدًا يكون مكتسباً له في حياته وإرث يبقى مع الأجيال المتعاقبة ومن أمثالهم (الدكتور غازي القصيبي رحمه الله) ، ونوع نسى المسؤولية الملقاة على عاتقه واهتم بالبشت والصورة والتصريحات والظهور الإعلاني في كل مناسبة دون إنجاز يذكر لهم ، ومن أمثالهم (لاتكفي مساحة المقال لسردهم) ..

والنوع الثاني ساهم في صناعة إعلام مزيف تخصص في نفخ البالونات وجعلها ظاهرة للعيان متوسطة السماء.. عاشت تلك البالونات بخيلاء خيال رسمه إعلام مزيف وأوراق ملونة .. يعيشون وهمّ إنجاز لم يفعلونه بعد.. متحسسين من كل نقد .. يتوترون من تويتر  .. تزداد لديهم النرجسية  يعتقدون أن الكرسي قد خُلق لهم .. وأهدي لهم هذه الأبيات:

إن المناصبَ لا تدومُ لأهلها

إن كنتَ في شكٍّ فأين الأولُ

فاختَرْ لنفسِك في الحياةِ مناقبًا

فإذا عُزِلْتَ فإنها لا تُعْزَلُ

كثير  منهم غادر الكرسي وأخفته دهاليز الحياة .. فأصبحوا ليس في النسيان وحسب.. ربما يتعرضون لتحسب بعض ممن ظلموهم.. تلك حياتهم.. وذلك عملهم.. ولهم فيما اختاروا نهاية لحياتهم.

مصيبتنا تظل قائمة في إعلام الظل المزيف.. الذي لايزال ينفخ البالونة.. وكلما انفجرت بالونة قاموا بنفخ غيرها .. فهي وسيلة رزق لهم .. وشقاء دائم لضمائرهم . بسببهم تعطلت عجلة التنمية كثيرًا  فهم خدعوا المجتمع كثيرًا ولازالوا يخدعون.

لطالما كنت أكره تلك الديباجات الممجوجة لغوياً وزخرفياً لوصف عمل بسيط  وجعله مكوكاً في الفضاء قد انطلق.. مسؤولية الصحفي الحقيقي هي النقد المسؤول والإشادة المستحقة..  وأولئك أصبحوا قلة قليلة.. وساد السواد الأعظم في إعلام مزيف جعل من صورة المسؤول إنجاز.. وجعل من إصلاح بلاطة رصيف مكسورة لسنوات كمشروع بناء الأهرام…

ما يؤلم أن معظم ما ننتقده له شواهد واضحة لا يراها المسؤول ولا يكتب عنها إعلام البالونات ..  مللنا من كتابة النقد وتوجيه المسؤول.. وكان المسؤول ينتظر نقدنا ليقوم بعمله.. وقتها تقوم “فرقة حسب الله” بضرب الدفوف وقرع الطبول.. وربما هذا ما يريده..

ختاماً .. مررت بكرسي في أحد الدوائر الحكومية وقلت لمن جلس عليه.. دخلت على خمسة من قبلكم لم يصنعوا شيئاً.. فهل أنت مثلهم أو نجهز لك كفن النسيان ، وندفن ذكراك في حديقة النسيان .. والله المستعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *