الرأي , سواليف

نقطة على السطر

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

بات الأمر مملاً ونحن نخاطب كل وزير جديد لوزارة النقل . لقد تعدد الوزراء والمعاناة واحدة ،كما يقال ، ففي كل مرة يتغير فيها الوزير ، نقول: فلننسى وعود من سبقه ولنمنح ثقتنا ونجدد آمالنا مع الوزير الجديد ، بعد أن باءت كل محاولاتنا السابقة بالفشل .

يتساءل الكثير من الناس عما إذا كانت مطالبهم بالصعوبة التي يعجز معها كل وزير عن تحقيقها فيكتشفون بأنها مطالب بسيطة لا تحتاج لكل هذه السنوات من المطالبات لتحسين حال طرقهم . فلا الوزير الذي مضى في حال سبيله قد تفهم وتجاوب مع ما يطرحه الناس عن معاناتهم ، ولا من أتي بعده ، قد بادر في البحث عن حلول لمعاناتهم المستعصية .

المملكة نفّذت طرقاً يشار إليها بالبنان ، منها ما هو على سفوح الجبال ، كما هو الحال في طريق الهدا ، ومنها ما هو بين الرمال الزاحفة في الربع الخالي ، كما أن وزارة النقل معنية بطرق برية طويلة جداً لربط مناطق المملكة المترامية الأطراف ، والتي تتجاوز أطوالها أطوال الطرق في العديد من الدول الأوروبية مجتمعة ؛ ولهذا تبدو مطالب الناس في هذه المنطقة صغيرة جداً ولا تشكل هماً كبيراً على الوزارة قياساً لتلك الجهود الضخمة والإنجازات الكبيرة ، فلماذا تبقى هموم الناس هنا ومعاناتهم كل هذه السنين الطويلة ؟!!.

يبدو لي ولغيري أن أي وزير جديد سواء في وزارة النقل (محور المقال) ، أو في أي وزارة أخرى ، يفتح صفحة جديدة في أول يوم يتولى فيه منصبه لا علاقة لها بما مضى وفق أولوياته وسياسته وطريقة معالجته للقضايا المطروحة أمامه ، مما يدفع الناس لإعادة طرح همومهم من جديد بعد أن تاهت مطالبهم السابقة في متاهات الوزارة . ولعل معاناة أهالي المنطقة مع طرقهم والتي امتدت لعشرات السنين رغم  تغير الوزراء ، أكبر دليل على أن كل وزير جديد للنقل يبدأ من أول الطريق .

كل ما نطلبه من معالي الوزير المهندس صالح العلي الجاسر ألا يضع نقطته على السطر الأخير في صفحة من سبقه ، فمعاناة المنطقة من وزارة النقل وطرقها قديمة قدم الوزارة . وما على معاليه سوى فتح واحد من تلك الملفات الموجودة على أحد الرفوف القريبة منه والمتعلقة بطرق المنطقة ليتأكد من صدق كلامي .

إدارة النقل بالشرقية تعاني من ضعف شديد في (الصلاحيات والإمكانات) ، ولا بد من دعمها ، كي لا تبقى الأمور على ما هي عليه ، فلا يتغير شيء عدا المزيد من الحفريات والتحويلات والحوادث المفجعة .

يا معالي الوزير نتمنى عليك ألا تضع نقطتك على السطر الأخير في صفحة من سبقك ، كي لا تبدأ من جديد ويطول الانتظار لأمدٍ بعيد . ولكم تحياتي.

ردان على “نقطة على السطر”

  1. يقول يوسف احمد الدليجان:

    كنت في زيارة لدولة البحرين الاسبوع الماضي وبكيت عندما علمت ان من عمل جسور وطرق البحرين شركات سعودية وبأموال سعودية ونحن نعاني اشد المعانات من طرقنا الطويلة أو داخل المدن والاحياء السكنية…. ليش هذا الفرق.

  2. يقول عبدالحميد:

    ابواريج،الله يعينك ،بس انت ترفع ضغطك وضغطنا
    والوزارة مب حولك
    وسع صدرك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *