الرأي , هواجيس

صناعة الفرح

الفرح هو حالة وقتية محدودة مقيدة بحدث معين يشرح النفس والخاطر ويعبث في المشاعر والأحاسيس ونكون في حالة عدم إتزان وانتشاء وكأننا نعيش على ظهر السحاب.. وهو ما يمهد لقطار السعادة أن يكمل تلك المساحة الزمنية للنفس .. والسعادة هي الغاية الدائمة لنا..

الفرح عادة ما يكون مرتبطا بحدث مفاجئ.. بقدوم شخص طال غيابه.. أو وظيفة طال انتظارها… أو تخرج طال تعبه.. وكثيرة تلك الأسباب .. وقد تكون لبعضهم اتمامه لحفظ القرآن الكريم أو إنتهائه من كتابة روايته الجميلة.. وتلك أمور تحدث في حياتنا على مسافات زمنية متباعدة .. وبعضنا نادرًا ما تحدث لهم..

المال قد لايصنع الفرح لصاحبه في معظم الأحيان .. ولكنه قد يصنع فرحا لغيره.. والفرح كما ذكرناه سابقاً ليس مرتبطاً بالمال.. هي مشاعر تنبع من الداخل وتحتاج لأسباب تحدث في الخارج.. قد نتعب أحياناً لصناعة تلك الأسباب الخارجية من أجل أن ينبع الفرح من الداخل.. وتلك محاولات جميلة لصناعة الفرح..

قد يفوز فريقك المفضل في مباراة مهمة.. وقتها يكون الفرح عارماً يجعلك ترقص بجنون للتعبير عن حجم الفرح الذي تشعر به.. وتكمل ليلتك وأنت في قمة السعادة لأن هناك فرح قد أيقظ تلك السعادة من سباتها.. وجعلك لاتنام ذلك المساء.. وتلك مساحتك الجميلة لا تبددها بالنوم.

وهناك فرح الأم بولادة أول أطفالها.. وهي في قمة تعبها ووهنها تضمه وفي داخلها فرح كبير.. لو كان ذلك الفرح مطرًا لأغرقت الأرض به.. وبدأت فيها سعادة لو كست فيها الأرض لأصبحت مروجا خضراء وبساتين أزهار.. وما أجمله من فرح وما أروعها من سعادة.

وهناك بعض الأصدقاء الأوفياء لك في علاقتهم سرّ جميل لتعريف السعادة.. فهم دائمو الصناعة لفرحك.. بمواقفهم وتصرفاتهم وفزعاتهم .. أولئك من أسباب الفرح في حياتك وهم وقود السعادة لك .

وختاماً .. إذا لم تستطع أن تشعر بالسعادة بسبب عدم قدرتك على صناعة فرح يبهجك.. جرّب أن تصنع فرحاً لغيرك وتأمل سعادته.. وسوف تجد نفسك قد لبست معه ثوب السعادة.. وشعرت بفرحه.. فكنّ دائماً صانعاً للفرح واهباً للسعادة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *