الرأي , سواليف

الترفيه بالاقتراض

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

رغم تفهمي الشديد لحاجة شريحة عريضة من المجتمع السعودي للترفيه المجاني أو على الأقل الترفيه المنخفض التكاليف ، ومع تقديري لاحتجاجهم على ما طرحه معالي المستشار تركي آل الشيخ حول إمكانية حصول المواطن على قرض من أحد البنوك لحضور فعاليات الترفيه بدون أي رسوم أو عمولات . رغم هذا وذاك ، إلا أنني أجزم بأن كثيرًا ممن شاركوا في هاشتاقات متعلقة بهذا المقترح كانت لهم أهداف غير الأهداف التي عبرت عنها تلك الشريحة من المجتمع ، فهناك أطراف ترفض الترفيه والفعاليات بشكلها المطلق ، وآخرون يعترضون على الحفلات الغنائية التي تشكل جانبًا مهمًا من الفعاليات الترفيهية لأسباب وقناعات شخصية ، وقد وجدوا جميعا في هذه المبادرة فرصة ثمينة للهجوم على هيئة الترفيه وعلى رئيس مجلس إدارتها مستغلين ظروف من لا يستطيع حضور الفعاليات لأسباب مالية .

أعود للمبادرة التي أطلقها معالي تركي آل الشيخ، وأتوقف عندها لأشرح معنى السياحة أو الترفيه بالإقتراض، ففي المملكة وغيرها من دول الخليج ، تقدم المكاتب السياحية عروضات سنوية ، ومن بين تلك العروض تسديد تكاليف الرحلة السياحية على أساس الأقساط الشهرية ، مع احتساب عمولات إضافية حتى وإن لم تذكرها بشكل مفصل . هذه العروض تشهد إقبالًا كبيرًا بين المواطنين الخليجيين سواء في فصل الصيف أو الإجازات المدرسية . وهذا النمط من العروض ، معمولا به في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا على نطاق واسع ، بل أن الشركات السياحية الكبرى تتنافس على كسب أكبر عدد من السواح عبر تقسيط تكاليف رحلاتهم السنوية .

إذن مبادرة المستشار ” أبو ناصر ” لم تكن مبادرة جديدة ، وليس فيها ما يهين المواطن العادي أو يضر به . بل إنه نجح في الحصول على تسهيلات من أحد البنوك بعدم إحتساب أي عمولات على تلك القروض . أي أن المبادرة التي طرحها معاليه كانت أفضل بكثير من عروض تلك الشركات السياحية .

القضية ليست إن كنت مع المستشار أو ضده ، كما أنها ليست مع المواطن البسيط أو ضد مصالحه، بل هي توضيح لمفهوم الترفيه والسياحة . هذا المفهوم الذي يؤكد بأن هناك فرق بين ترفيه مجاني يمكن الحصول عليه من خلال المتنزهات والشواطىء والحدائق والمنشآت التي هيأتها الدولة للمواطنين ، وبين ترفيه تنفذه شركات متخصصة تستثمر في قطاع الترفيه ولا بد لها من تحقيق الأرباح كما هو حال كل المجالات السياحية حول العالم . فليس هناك شركات تستضيف النجوم والفنانين وتدفع لهم لمجرد المساهمة في الترفيه عن الناس . فالترفيه ” صناعة ” . مثله مثل أي صناعة أخرى لها قواعد ولها أسس ولها أهداف من بينها تحقيق الأرباح والمساهمة في خلق الوظائف للمواطنين .

لقد تقاطعت أهداف من لهم أجندات معارضة للترفيه داخل المملكة بمفهومه العام مع حاجة شريحة من المجتمع للترفيه المجاني ، واستغل البعض هذه المبادرة ليركبوا موجة الهجوم على هيئة الترفيه وعلى فعالياتها وعلى تلك المبادرة التي وكما قلت ليست ببعيدة عن مبادرات المكاتب السياحية التي يقبل عليها الكثير حتى ممن شاركوا في تلك الهاشتاقات ، بما في ذلك من تناقض غريب . ولكم تحياتي

4 ردود على “الترفيه بالاقتراض”

  1. يقول الجهني:

    ضيعتي وقتي هههها الله يفكنا من القروض

  2. يقول سعيد الغامدي:

    رجل متسلق

  3. يقول حمدان القرني:

    انني من محبيك استاذ محمد وطرحك الان ليس عليه اعتراض وانما اعتراضي على المستشار والذي ما دخل قطاع الا وجعله هشاَ بمجرد خروجه لقطاع آخر وقع وهذا استدل بقطاع الرياضة. ورغم المليارات اللتي انفقت الموسم المنقضي الا ان اصبحت هباءً منثورا هذا الموسم.،. اشكر لك طرحك وتأكد ان الترفيه يبدأ بتسهيلات السكن والمواصلات وليس بغناء فنانات الراقصات.

  4. يقول صريح لدرجة التجريح:

    إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب
    يا ليتك ما تكلمت
    أنت مثل الذي يريد السباحة في البحر
    ولكن يخاف من أمواجه
    الترفيه مطلب إن وافق الشريع
    أو خذ لك بطاقة فيزا وسافر
    إلى أماكن الترفيه التي
    تنشدها في مقالك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *