عشة تويتر

ماهر البواردي

هل جربت يوماً أن تدخل عشة دجاج؟ سوف تجدهم لأول وهلة في صمت مطبق، كل واحدة لاهية بشيء ما.. وحدة تنبش الأرض برجليها تبحث عن شيء تأكله.. والثانية راجنة فوق بيضها وماخذه غفوة.. والثالثة تتمشى وتتحرش بغيرها .. والأخيرة منزوية متغلقةت بحث عن مكان تبيض فيه.. وهذا واقع الدجاج الطبيعي.. ولكن حاول تشغلهم بفعل معيّن.. جرب تصرخ بقوة .. تجد العشة قد أصبحت ديسكو من كثر الصجة واللجة.. مع أنه لايوجد ما يتسدعي تلك اللجة.. ولكنها الغريزة الدجاجية.

في واقعنا قد نعيش في تلك العشة.. فالجميع قد يترك شغله ويتفرغ للتدخل فيما لايعنيه دون دعوة.. فقد يصبح الجميع فجأة خبراء في علم الأمراض ويفتون في الأدوية الشعبية مستخدمين جملة الإقناع القديمة ( وحدة بوحدة) ويقصدون بمجرد تناول الدواء سوف تشفى.. وينشرون ذلك في كل مكان .. ولايعلمون أنهم قد يتسببون بوفاة الكثير ممن يصدقونهم .. وتلك عشة طبية.

وتأتي مجموعة لتناقش المشاكل الاجتماعية قد ينصبون المحاكم في أي مشكلة اسرية وكل واحد يهرف برأي من واقع فكره.. وتنتهي تلك المحاكمة.. والجميع متفقون على الطلاق! وكأنهم هيئة محلفين ..والأزواج لم يدعونهم لنقاشها.. تذكرت قضية العراك بين موظفة فندق ونزيل في أحد فنادق منطقة جازان والتي تحولت لمحاكمة كبيرة وكل طرف يحاول أن يكون قاضي يجرم طرف دون الآخر.. وقُذفت عفة المرأة وكذلك الرجل.. وتلك عشة الفاضين.

وهناك فئة مدمني الفتيا والأمور الشرعية.. يخلطون ما بين الفتيا والرأي الفقهي.. يستسقون الفتيا من كل شخص.. ويأمرون بها كل شخص .. حواراتهم جدلية لاتنتهي.. فالكل يريد أن ينتصر لرأيه وليس لدينه.. الرسول صلى الله عليه وسلم صام في سفر وأفطر في سفر.. وجمع الصلاة وقصرها وجمع ولم يقصرها.. ولكنهم في مثل هذه الأمور لايتبعونه.. وتلك عشة المرجفون.

وهناك فئة الشك والظن.. يقطعون لحوم البشر بكثرة الحديث عنهم.. يجرمونهم دون محاكمة.. وينتهكون خصوصياتهم.. يقذفونهم بفساد أو سوء عمل أو سرقة ونحو ذلك.. وقد يكون هناك قذف بالزنا ونحوه.. تفرغوا للمجتمع ليكونوا وكلاء الله في خلقه.. يصنعون لأنفسهم جبالاً من سيئات سوف تثقل كاهلهم يوم الحساب.. وتلك عشة المتربصون
ختاماً نريد عشة تنشغل بصناعة ماينفع الناس.. تنشغل بعمل ينفع الوطن.. تنشغل ببناء مصانع ومختبرات.. تنشغل بصناعة شباب المستقبل.. نريد عشة بدون صجة أو لجة ونريد عشة بدون بشت أو رزة .. والله المستعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *