الحزب الشيوعي الصيني يعاقب المنتجين الذين لا يصورون الصين بشكل إيجابي

من يفرض رقابة على أفلامكم؟

من يفرض رقابة على أفلامكم؟

تخيل نفسك في دار السينما قد حضّرت نفسك لمشاهدة أحدث الأفلام الأكثر رواجا. وتعرف أن أفضل الممثلين والمخرجين وكتاب السيناريو ضافروا جهودهم للترفيه عنك. إلا أن الأمر الذي لا تعرفه هو: أن الحزب الشيوعي الصيني قد أجبر الاستوديو على القيام باستبدال الشخصيات، وتغيير أو حذف المرئيات، وحتى تغيير القصة بأكملها.
فإذا قمت بنشر شيء في الصين، فإن الحكومة تفرض رقابة عليه. كل صحيفة، كل برنامج تلفزيوني، حتى مشاركاتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي – كل ذلك يمكن قمعه. حتى الأفلام التي يتم انتاجها في بلدان أخرى.
قوانين الرقابة في الصين غامضة وتطبق بشكل غير متسق. ويمكن حظر أي شيء يعتبر معاديا للصين. كذلك يمكن للمحتوى الذي ينتهك وجهة نظر الرقيب المعني بالالتزام بمعايير الأخلاق الاجتماعية المرغوبة أو التي يقرر الرقيب أنها تتعارض بطريقة أو بأخرى مع مصالح الصين.
ولذلك يجبر مسؤولو الرقابة في الصين استوديوهات الأفلام على تغيير التفاصيل وتغيير الأحرف وإعادة كتابة نقاط القصة الرئيسية.
وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في خطاب القاه في معهد هدسون العام الماضي “إن بكين تطالب بشكل روتيني بأن تظهر هوليوود الصين في صورة ايجابية تماما. إذ تتخذ بكين خطوات وتدابير لاستغلال نفوذها الاقتصادي، وجاذبية سوقها الكبيرة، لتعزيز نفوذها على الشركات.”

كيف تبدو الرقابة الصينية؟ بادئ ذي بدء، إذا كان السيناريو الخاص بك يتضمن التبت أو تايوان، فكن على استعداد لإعادة كتابة القصة، وإلا فإنك ستجد أن فيلمك أصبح محظورا في الصين. ففي فيلم (توب غان) العام 1986م، لذي يرتدي فيه توم كروز سترة جلدية مركب عليها قطع قماش صغيرة مرسوم عليها أعلام اليابان وتايوان. في الصور التي تم إصدارها من النسخة المقبلة للفيلم، لاحظ عشاق الفيلم أن تلك القطع لم تكن موجودة.

وفي تغريده نشرها مارك ماكنون على حسابه في موقع تويتر تقول، هناك نسخة جديدة من فيلم توب غان. والشخصية التي تمثل دور مافرك ترتدي السترة الجلدية نفسها – ولكنها هذه المرة تمت الموافقة عليها من قبل الحزب الشيوعي الصيني، وبالتالي فإن قطع القماش المرسوم عليها أعلام اليابان وتايوان قد اختفت.
لقد اندهش عشاق سلسلة الكتب الهزلية ’دكتور سترينج‘ لدار نشر مارفل عندما علموا أن شخصية ’إنشنت وان‘ (Ancient One)، وهي شخصية من التبت قُدمت لأول مرة في العام 1963م، تغيرت بطريقة ما إلى شخصية سلتيك (Celtic) في الفيلم الذي صدر في العام 2016م. وفي تغريدة على موقع تويتر من حساب غيك فيليا تقول إن شخصية ’إنشنت وان‘ ليست امرأة إنجليزية، فلماذا تؤديها امرأة؟ وبفضل الصين، أصبحت شخصية ’إنشنت وان‘ الآن أيرلندية.

قال أحد الكتّاب في إحدى التسجيلات السمعية الثقافية على الإنترنت، “إذا اعترفت بأن التبت مكان وأن شخصًا ما هو تبتي، فإنك بذلك تخاطر بأن تجعل الحكومة الصينية تقول لك: ’مهلا، هل تعرف إحدى أكبر الدول التي تشاهد الأفلام في العالم؟ لن نعرض فيلمك لأنك قررت أن تصبح سياسيًا.‘”
وحسبما أفادت صحيفة ’لوس أنجلس تايمز‘، فقد استُبدِلت بالأعلام الصينية أعلام لكوريا الشمالية بشكل إلكتروني في فيلم ’ريد دون‘ (Red Dawn) 2012م.
وقال مايك فولمان، نائب الرئيس التنفيذي للتسويق العالمي في شركة إم جي إم (MGM)، لصحيفة ’لوس أنجلس تايمز‘، “إن شركة إم جي إم تعمل مع مخرج ومنتجي فيلم ’ريد دون‘ لإنتاج النسخة التجارية الأصلح والأكثر جدوى من الفيلم لتُعرض للجمهور في جميع أنحاء العالم.”
وقال بنس إن الحزب الشيوعي “يعاقب الاستوديوهات والمنتجين” الذين لا يصورون الصين بشكل إيجابي. فمسؤولو الرقابة في بكين يسارعون في تعديل أو حظر الأفلام التي تنتقد الصين، حتى لو كانت الانتقادات بسيطة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *