الرأي , سواليف

يا ويلي ويلاه.. لقد رحلوا

أمر كل يوم بجانب منازل كبيرة أشبه بالقصور ولا أرى فيها إضاءة أو حركة تدل على أن أحداً يسكنها . نوافذ كثيرة مظلمة ، وحدائق واسعة تنعم بهدوء غريب ، وبوابات ضخمة تبدو وكأنها لم تفتح منذ زمن . ولولا أنني أعرف أصحابها لقلت أنهم هجروها للأبد .لا يقتصر الحديث عن تلك القصور الفخمة ، بل أن هناك فلل أصغر منها بكثير لكنها تشترك معها فيما ذكرت .

خلف تلك الجدران قصص متباينة وإن كانت متشابهة في بداياتها ونهاياتها .. بدايات سعيدة تبدأ من لحظة انتقال الأسرة بكاملها إلى منزلها الجديد . الأبناء والبنات يعيشون أجمل أيامهم في كنف والديهم ، ولكل منهم غرفتة الخاصة بمرافقها وديكوراتها ، والأب والأم يشعران بدفء لا مثيل له ، فمن حولهما يلتف أجمل ما في الحياة وهم ” البنون “. أبواب البيت لا تكاد تغلق ، فهذا داخل وذاك خارج … حركة وحياة وتفاؤل . لا شيء يكدرهم ، فما أحلى أن تعيش الأسرة في مكان واحد يشعر كل فرد فيه بالراحة والأمان والطمأنينة .

الطريق للنهايات الصعبة و “المرة ” على الوالدين تبدأ عندما يشق كل إبن أو إبنه طريقه في الحياة … فالأولاد يكبرون وحاجاتهم تتغير ، وسنة الحياة تفرض نفسها عليهم . فهذه البنت تزوجت وانتقلت إلى بيت زوجها ، وذلك الإبن أختار عروسته وأحتفلت الأسرة بزواجه ، وقد جهز بيته الجديد وانتقل إليه مع زوجته. ومع تلك المتغيرات والمستجدات وجد الوالدان نفسيهما بلا أنيس أو ونيس . غرف مهجورة ، وممرات خالية ، وأبواب شبه مغلقة . ربما لم يفكرا ولم يحسبا حساباً لهذه اللحظة عندما جلسا مع المهندس لرسم مخطط بيت الأسرة الكبير .

البيوت روح وحياة وعواطف وتعاضد ، وليست مجرد جدران وديكورات وحدائق ومجالس وخدم . فالروح كما يقول المثل الشهير ” الروح تبي الأرواح ” . فلا المال ولا الأصدقاء ولا المناسبات الإجتماعية يمكنها ترجمة المعنى الحقيقي والجميل للأسرة . وحينها تبدأ رحلة الإكتئاب لدى ” معظم ” الآباء والأمهات . فالزيارات الخاطفة من الأبناء والبنات لا تكفي لتعويض الوالدين عما فقداه من سعادة وراحة بال بوجود أبناءهما معا في بيت واحد .

ما الحل إذن !؟ . بالنسبة لي لا أعرف ما هو الحل فسنة الحياة فرضت نفسها ، فوجدت نفسي ولأول مرة منذ أن بدأت الكتابة قبل عشرين عاماً عاجزاً عن وضع تصور أو حل لقضية هامة وحساسة مثل هذه القضية التي تعاني منها الكثيرمن الأسر بغض النظر عن مستواها الإجتماعي والمالي أو مساحة البيت الذي يسكنون فيه .. فهل لديكم حلولاً أو أفكاراً لقضية العصر .

لكم تحياتي

5 ردود على “يا ويلي ويلاه.. لقد رحلوا”

  1. يقول يوسف احمد الدليجان:

    في ضل الظروف التي نعيشها اعتقد ان ماتفضلت به أم هيثم من بقاء احد الاولاد مع زوجته وأولاده مع الوالدين هو الحل الافضل.

  2. يقول ابو نايف:

    كلٍ يبي حقه . والحصيف من يبادر ويجعل لكل شي ميزانه الخاص . والوالدين هم ذخرنا في حياتنا .

  3. يقول ابو عبدالعزيز:

    الحلول صعبة جدا زميلي العزيز ابا اريج خاصة في زمن التواصل الاجتماعي حيث تجد البيت بة العديد من الابناء والبنات وكل واحدٍ في عالم اخر وايضا “التمكين ” المفهوم لدى البعض غلط وهو شراء سيارة والتحول بين المقاهي والمطاعم ونقل ذلك بالسناب والاكبر العقوق بعد ان اصبحت البنت او الولد لدية وظيفة ومتكبر عليهم وليس بحاجة لوالدية ومكتفيا براتبة في ظل توفر مسكن ودفع فواتير الخدمات ،،،،
    عد واغلط ولا ازيد
    الموضوع مهم وشايك ويحتاج الى ندوات ،،،،
    الله المستعان
    وكفى

  4. يقول بواحمد:

    دورة الحياة ، بداية ونهاية وهذا المقال كانة يعنيني حيث اصبحت في المنزل ذو مساحة ٩٠٠ م انا وزوجتي وخادمة فلبينيه. وانا افضل حال من اخي فاثنان من اولادة الثلاثة استقرأ في امريكا بعد تخرجهم وحصولهم على وظائف هناك والثالث يعمل في الرياض اما هو مع زوجتة يقيمون في مدينة الخبر ومساحة منزلة ضعف مساحة منزلي

  5. يقول ام هيثم:

    الحل ان يجلس احد الاولاد مع اهله ولايتركهم حتى لو تزوج ورزق باطفال هذا هو الحل الوحيد لاستمرار الحياة والبهجه في بيت الوالدين ،،،وليحتسب الاجر من عند الله سبحانه وتعالى ،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *