الرأي , رياضة

أملاك خاصة

محمد العمري

كاتب رياضي

كما يبرز الأشخاص على الساحة من فترة إلى أخرى تبرز أيضاً المصطلحات، ومؤخراً يتصدر المشهد مصطلح (الإسقاط)، فعند طرحك لموضوع ما أو نقاشك حول قضية ما تخص أحد الأندية خصوصاً في وسائل التواصل الإجتماعي يتصدى لك أحدهم سواء كان معرّفًا حقيقيًا أو مجهولاً أو حتى الاعلاميين بقوله (لا تسقط على نادينا!!) مستخدماً جميع أنواع الإسقاط الحقيقي تجاهك.

لو نظرنا لتعريف أو معنى كلمة إسقاط لغويا لوجدنا أنه (أسْقَطَ في قوله أو فِعله: أخطأَ و زَلَّ)، وهي مختلفة كلياً عن الإنتقاد  والذي قد يكون لاذعاً ولكن لا يجب أن يكون به تطاول أو تقليل من الموضوع، أو الشخص، أو الكيان محل النقاش والنقد والتحليل، و لكن المشجع عادة لا يهمه معرفة المصطلحات اللغوية، أو الأكاديمية فيكفيهم أنهم يحبون فريقهم، و يكرهون الخصم، و في كرة القدم، (كأي أمر من أمور الحياة)، علينا أن نقبل أننا لن نكون مثاليين طوال الوقت، ففي بعض الأحيان عندما نتعرض للانتقاد نعتقد أن هذا الكلام خاطيء وبه تطاول أو إسقاط على نادينا، لذلك يجب أن يكون المشجع منفتحًا بما يكفي ليقول لنفسه “قد يكون بعض ذلك صحيحًا”، أو لماذا اتمادى في ردة فعلي فالنادي ليس من أملاكي الشخصية ، أو المُنتَقِد لم يتعرض لشخصي، أو لعائلتي، بل أن عدم تقبل النقد على المدى الطويل لن يساعد الشخص أن يقبل أي نقد على الإطلاق عاجلاً أم آجلاً، لأن كرة القدم هي لعبة تُشكل جزءاً من حياتنا و لنكون أكثر واقعة فهي ليست الجزء الأهم أو الأكبر في حياتنا.

عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، فإن التعامل مع اختلاف الآراء ونقدها هو جزء من اللعبة، و لعل إحدى أكبر الجدليات في كرة القدم هي جدلية بيليه و مارادونا، وحالياً ميسي و رونالدو، فمن المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من الإعجاب والتبجيل اللذي يحظى به بيليه على نطاق واسع، فهناك الذين يشعرون بضرورة تذكير العالم بأنه إنسان وبعيد عن الكمال فالسير بوبي تشارلتون يكن احتراماً كبيراً لبيليه، لكنه ينتقد الأسطورة والرومانسية التي تحيط به، بدعوى أنه لا يسمح للناس برؤيته بموضوعية ويجادلون بأن مارادونا هو أفضل لاعب، لأنه كلاعب فردي كان حاسما في انتصارات الفرق التي لعب لأجلها، بدلا من بيليه الذي كان مدعوما بفريق رائع.

قد يكون النقاش الدائر حول أي من الأساطير وكونه أفضل لاعب كرة قدم أحد أبرز النقاشات في ما يخص اللعبة، وتتزايد فيه دائرة السماح في الدفاع أو الهجوم على صاحب الرأي الآخر من قِبل المشجعين، ولكن ما عذر الإعلامي في عدم تقبل الرأي الآخر و شخصنته؟ فكثيراً يعطيك عدد من الإعلاميين إنطباعاً أنهم يمتلكون أسهماً في النادي تتأثر و تهبط قيمتها بمجرد تعبير أي شخص عن وجهة نظر تخص ناديه.. و هو أمر غريب كونه هذه الأندية مملوكة للدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *