لازال هناك وقت للإختيار!

د. رزان بوقري

من أكبر علامات الإستفهام التي يتركها الشخص عند الآخرين، هي التغير المفاجأ الذي يطرأ عليه وبدون توقع أو أي مقدمات. فقد يكون في السابق من الشخصيات التي اعتادت على تقبل كل شيء، وعدم الإعتراض على أي شيء، وأن هذا في اعتقاد الآخرين لا يسبب له أي أذى أو أي ضغط.

ولكن الحقيقة تكون بأن هذا الشخص قد تجاوز الحد الأقصى في التحمل المبالغ الذي لم يشعر به أحد، والذي تسبب له في كثير من الأذى الفكري والنفسي.

ومع أول ردة فعل معاكسة للتوقع المألوف تبدأ علامات الإستفهام بالظهور.

وحينها يكون هذا الشخص لم يعد يأبه بكثرة التعليقات أو العتب أو النقد أو التحليلات القاسية الغير عادلة الموجهه له. كل الذي سيشغلهُ وقتها هو كيف سيفرض ما يريد وكيف لن يقبل مالا يريد وهذا يعتمد على درجة التحمل التي عانى منها وعلى نوعية ومدة هذا العناء. سيكون من بين صفوف المتفرجين والمعاصرين لهذا الواقع شخصيات منصفة في تحليل وتقبل هذا التغيير الذي طرأ على هذه الشخصية. وأكثر من ذلك قد يكون منهم الداعمين لهذا الموقف لأنهم من ذوي المنطق السوي والقلب الإنساني الرحيم. وعلى النقيض سيكون هناك المتهكم والحامل لأصابع الاتهام، والناقد والمتحامل بدون أي حق، وهذا واقع من خليط سقيم وجميل ينجو فيه من اصطفى لنفسه من يرضاهم في محيطه ووسطه، ومن يشعر بأنه بلقائهم ومجالستهم يتداوى من تعبهِ وإحباطهِ. ويختار الأسلوب المناسب له في رسم حياته ومفاهيمه دون أن يضيعها مع أناس يستنزفونه بكثرة المبررات والمجادلات العقيمة.

همسه: الإختيار قد يأتي متأخراً ولكن الأهمية ليست في عامل الوقت بل في القدرة على أخذ موقف لصالح حياة أفضل.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *