الرأي , رياضة

العالميون في الأرض

محمد العمري

كاتب رياضي

نحن قوم نحب الفخامة في القول والفعل حتى وصلنا للتباهي بأرقام لوحات سياراتنا، أو أرقام جوالاتنا المميزة، و غيرها من الكماليات، امتداداً إلى أنديتنا وألقابها التي يطلقها عليهم الإعلام والجمهور، و لا أدري ما السبب لحبنا و عشقنا للمبالغات والتفخيم، فهل له علاقة بطبيعتنا أم بلغتنا العربية الثرية؟ و لا أدري إن كانت أنديتنا هي كما توصف، فبماذا يوصف كبار القوم في كرة القدم العالمية؟ هل نوصفهم بألقاب خارج نطاق الكرة الأرضية مثل بطل مجرة درب التبانة!

رغم اشتهارنا كشعوب عاطفية إلا أن هناك بعض الأمور التي تشترك فيها شعوب كثيرة بجموح العاطفة ومنها كرة القدم حيث يوصف مشجعي كرة القدم بـ “الاعب الثاني عشر” – باعتبارهم أحد أسس النجاح للنادي بكل ما يقومون به من طقوس، و أغاني، وهتافات، وقد تعتقد أن هذه الأمور ترتبط بالمشجع المباشر للنادي في نفس البلد ولكن هل هناك أندية تعدت حدود دولها و أصبحت أيقونات عالمية؟

قد تختلف الكيانات بين أحدها والآخر، و من ناحية نجاحاتها و شهرتها عالمياً فليس كل كيان ناجح يتمتع بالشهرة والسمعة و العشق العالمي، وينطبق ذلك على أندية كرة القدم ورغم المشهد المتغير في عالم كرة القدم رياضياً و تجارياً من حيث صعود أندية للقمة وخفوت نجم أندية أخرى نظير استثمار الملايين من الدولارات؛ إلا أن لائحة الأندية الكبيرة و التي تصنف أنها عالمية International Football Clubs  لم تتغيير كثيراً من ناحية الشعبية ووصولها لشعوب الأرض المختلفة، وبما أن الشيء بالشيء يذكر فلعل أهم المعايير/ المتغييرات  التي يؤخذ بها في تحديد عالمية (موقعه من كرة القدم العالمية) هي:

  • الأصول (القيمة السوقية للاعبين، الملعب، ومرافق التدريب، وغيرها من الممتلكات).
  • المال في البنك (نقداً).
  • الاستثمار المحتمل للملاك (مدى نشاط مالك النادي في سوق الانتقالات).
  • صافي الديون.

 وبعيداً عن الأمور المالية فما زال هناك العامل البشري والمتمثل في (العشق) الذي يجعل الأشخاص من بلدان مختلفة (سواء كانوا من العالم الأول أو الثاني أو الثالث) يشجعون ويحزنون ويفرحون ويشترون القمصان، و يسافرون من بلد إلى آخر لمشاهدة فريق ليس من بلدهم، ولا يتقنون لغة البلد اللتي يأتي منها، أندية مثل ريال مدريد، وبرشلونة ومانشستر يونايتد، وليفربول، وأرسنال، ويوفوتنس وميلان، وبايرن مينويخ… أندية سطرت عشقها في الكرة الأرضية (وليعذرني أصحاب نظرية الأرض المسطحة) هي أندية لم تعد ملكاً لجمهورها في الوطن الأم… بل هي أندية عالمية، وبها أصبحت كرة القدم ظاهرة (عالمية).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *