الرأي

المصدرجي

محمد العمري

كاتب رياضي

سأبدأ بالإعتراف و إخلاء مسؤوليتي فأنا (مثل كثير من أصحاب العقول العاملة) لا أفهم في سوق الانتقالات السعودي.. بالتأكيد يمكننا الحصول على جميع الشروط، وجعل أنفسنا على دراية بالتفاصيل وإما الوقائع فليس هناك طريقة للتحقق منها فسوق الإنتقالات أصبح مثل أرضية لتربية وتكاثر الشائعات.

شخصياً أرى أن لكل صفقة انتقال هناك 99 شائعة تُشغل المشجعين لبعض الوقت عن طريق إحتلال عقولهم، وأعمدة الصحف حتى وإن كان هناك جزء، أقول ربما جزء من الحقيقة في بعض الحالات إلا أنها ليست كما تصور، فالحقيقة المطلقة هي صفقة الإنتقال التي تتم فقط.

في الدول المتقدمة كروياً يلعب وكيل اللاعبين دور صانع القصص لمساعدة عملائه في الحصول على عقود جديدة، والأندية تسرب معلومات (غالباً خاطئة) لإستهلاك الصحافة والصحفيين، ولكن رغم ذلك فهناك نوع من الأساس الذي يُحدد الاحتياج و التوجه ، ففي كل نادي يكون هناك نوع من العُرف المُحدد سواء كان المدرب، أو  لجنة فنية، أو حتى دكتاتورية الرئيس، فعلى سبيل المثال في نادي أستون فيلا هناك لجنة (غير رسمية)، أما في نادي أرسنال فكان المدرب أرسن فينجر الآمر الناهي، و في نادس مانشستر يونايتد في فترة المدرب فان خال كان هو من يحدد، بينما المدير التنفيذي للنادي وودوارد هو من يعمل على إتمام الصفقة، ولكن في الدوري لدينا يبقى سؤال المليون من هو المُحدد؟ وصاحب القرار الأخير والكلمة النهائية؟

أحد المستفيدين من هذا الغموض شخصية خطيرة تقوم بتحديد الصفقات (في داخل عقلها الخاص)، ومن ثم إشاعتها في سوق الانتقالات وهي ما يعرف بـ “المصدرجي”. بالنسبة للمصدرجي كل شائعة انتقال هي لمحة عن عالم آخر، إنها وقود توربيني لأحلام اليقظة الخاصة بالمشجع الذي يتمنى أن يرى في فريقه أفضل اللاعبين، و لكن بالنسبة للمصدرجي هي نسبة الضوضاء التي يحاول إثارتها في سوق الإنتقالات، والبهارات التي يلقيها في قلب سوق الانتقالات للفت الأنظار لشخصه اليائس للمتابعة في حساباته في مواقع التواصل الإجتماعي.

ربما يوجد المصدرجي (كشخصية) في دول و دوريات أخرى، ولكنه يعرف ماذا يقول ومتى يتوقف عن الكلام، و يحاول أن لا يصور نفسه ككاذب، على عكس ربعنا الذين يطبقون مقولة جوبلز وزير البروبغاندا في عهد هتلر عندما قال: “اكذب اكذب حتى يصدقك الناس”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *