يبدو أن فضائح الاختراق والتعرض لسرقة البيانات باتت ملازمة لعملاق التواصل الاجتماعي شركة “فيسبوك”، فبعد فضيحة سرقة بيانات المستخدمين من قبل شركة كامبريدج أناليتيكا للاستشارات السياسية والتي قد حصلت بطريقة غير مشروعة على معلومات شخصية لما يقدر بنحو 87 مليونا من مستخدمي فيسبوك، حيث كانت هناك اتهامات موجههة للشركة بعملها مع الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب سنة 2016م. تأتي الآن فضيحة اختراق تطبيق المراسلة الشهير «واتساب» من قبل جهات إسرائيلية خلال الشهر الجاري (مايو 2019م)، حيث أعلنت «واتساب»، المملوكة لـ «فيسبوك»، أن الهجوم «استهدف مجموعة منتقاة من المستخدمين، وتم تنفيذه بواسطة جهة متخصصة في الإنترنت تتمتع بمستوى متقدم في هذا المجال».

وقد تمكن قراصنة إنترنت من تثبيت برمجيات مراقبة عن بعد على الهواتف الذكية وبعض الأجهزة الأخرى، مستغلين ثغرة أمنية كبيرة في تطبيق المراسلة الشهير «واتساب». وأبلغ واتساب مستخدميه الذين يزيد عددهم على 1.5 مليار مستخدم حول العالم بضرورة تحديث التطبيق لغلق الثغرة الأمنية. وسمحت تلك الثغرة بإدخال برمجية خبيثة متطورة يمكن استخدمها للتجسس على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان وغيرهم.

واستغل مؤسس تطبيق تيليغرام للتواصل الروسي بافل دوروف هذه الفضيحة عندما قال أن تطبيق واتساب الأكثر انتشارا في العالم، سيبقى مفتوحا لعمليات التجسس، بعدما اضطر التطبيق التابع لشركة فيسبوك إلى ابلاغ مستخدميه أن هواتفهم قد تكون تعرضت لفيروس. ونشر دوروف، المبرمج الذي ابتكر تطبيق تيليغرام لتوفير اتصالات مشفرة بشكل آمن، مدونة في وقت متأخر الأربعاء بعنوان “لماذا لن يكون واتساب آمنا ابداً”.

ويتعرض تطبيق تيليغرام دائما الى انتقادات وخاصة من السلطات الروسية بسبب نظام التشفير القوي الذي يقدمه، وفي 2018م أمرت السلطات الروسية شركات تزويد الانترنت المحلية بحظر تيليغرام بعدما رفض التطبيق السماح للسلطات بالدخول على رسائل المستخدمين. إلا أن المساعي لإغلاق تيليغرام في روسيا فشلت، ولا يزال التطبيق مستخدماً.

وحول فضيحة “الواتسب” كتب دوروف “واتساب له تاريخ مستمر من عدم وجود أي تشفير عند انشائه إلى سلسلة من المشاكل الأمنية المناسبة بشكل غريب لأغراض التجسس”.

وقال دوروف في كل مرة يضطر فيها واتساب إلى اصلاح ثغرة حساسة في التطبيق، تظهر ثغرة أخرى، بالإضافة إلى مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) قد يكون أجبر واتساب أو فيسبوك على ادخال “ثغرات” أو طرق سرية للالتفاف على النظم الأمنية في برمجياته، ولكي يصبح واتساب خدمة تحقق الخصوصية، عليه أن يخاطر بخسارة أسواق كاملة والتصادم مع السلطات في موطنه.

وأسس الأخوان بافل ونيكولاي دوروف تطبيق تيليغرام ، وكانا أنشآ في السابق موقع “فيكونتاكتي” للتواصل والذي كان شائعا في روسيا. وبلغ عدد مستخدمي تيليغرام 200 مليون مستخدم، 7% منهم في روسيا، بحسب أرقام أُعلنت في 2018م، وفي مارس من هذا العام قال تيليغرام  أنه اكتسب 3 ملايين مستخدم خلال 24 ساعة عندما واجه فيسبوك وانستغرام وواتساب صعوبات.

ويسمح تيليغرام للمستخدمين بتبادل الرسائل والملصقات والصور وتسجيلات الفيديو وإنشاء مجموعات تضم ما يصل إلى 200 ألف شخص.