تحول المناخ يمكن أن يعقد النزاعات

ارتفاع درجات الحرارة في العالم

علاقة المناخ بالأمن هو موضوع تسعى ألمانيا إلى الاهتمام به في مجلس الأمن، وذلك لسبب وجيه. أحد الخبراء يشرح الترابطات. ويؤدى ارتفاع درجات الحرارة في العالم إلى ندرة الموارد الطبيعية. يتطور تحول المناخ في المناطق غير المستقرة سياسيا بشكل خاص إلى تهديد حقيقي للسلام والأمن. دينيس تينسلر من مركز أدلفي لأبحاث المناخ في برلين يذكر بعض الأمثلة.

السيد تينسلر، لماذا يشكل تحول المناخ تهديدا للأمن؟

من البديهي بالنسبة لنا أن يتوفر لدينا ما يكفي من الماء، وأن نحصل على المواد الغذائية دون التعرض للمخاطر، وأن نجد عند الضرورة مأوى يقينا من الظروف المناخية الصعبة. إلا أن الكثير من الناس، وخاصة في مناطق العالم التي تعاني نزاعات وصراعات مازالوا بعيدين كل البعد عن مثل هذه الأوضاع. حيث تتأثر فضاءات حياتهم بشكل كبير بتحول المناخ، الذي يمكن أن يؤدي أيضا إلى اضطرابات اجتماعية وعدم استقرار سياسي. وتتراوح التبعات من تعزيز أزمات توفر الموارد على المستوى المحلي، وحتى نشوب نزاعات محتملة بين الدول. على هذا الأساس يمكن أن تتحول تغيرات المناخ إلى واحد من العوامل المركزية المهمة التي تهدد السلام والاستقرار.

اذكر لنا بعض الأمثلة من فضلك!

النزاعات القائمة على أساس المناخ يمكن مشاهدتها على سبيل المثال في شمال كينيا. هناك تعيش غالبية السكان حياة البدو الرّحّل المعتمدة على الاقتصاد الرعوي. تبعات تحول المناخ هي الجفاف وعدم الاستقرار في هطولات الأمطار. وينجم عن هذا أن الموارد النادرة في الأصل، تصبح أكثر ندرة، وهو ما يثير ويشدد النزاعات حول مناطق الرعي والموارد المائية مع المزارعين المستقرين في هذه المناطق. وهكذا يزداد استعداد الناس للدفاع عن أسس حياتهم ووجودهم بالسلاح. وحتى في مناطق الأنهار العابرة لحدود البلدان، كما هي الحال في حوض النيل أو نهر النيجر يمكن أن تتزايد وتتعقد النزاعات في المناطق التي تعاني في الأساس من النزاعات والصراعات. عندما تشتد ندرة المياه القابلة للتوزيع، يمكن اختبار صلابة ومتانة اتفاقات المصالح المشتركة بين الدول الجيران.

لماذا وكيف تنشط ألمانيا من أجل حماية المناخ في مناطق الأزمات؟

لقد ساهمت السياسة الخارجية الألمانية في وضع المخاطر الأمنية لتحول المناخ على المستوى العالمي على أجندة العمل. وقد وضعت ألمانيا هذه المسألة أيضا ضمن الأولويات في مجلس الأمن الدولي. علاوة على ذلك يتم وضع برامج للمناطق التي تعاني من الأزمات والصراعات، مثل منطقة بحيرة تشاد أو حوض النيجر على سبيل المثال، وذلك سعيا إلى تعزيز الصمود والقدرة على التكيّف. وهذه أمور يصعب كثيرا تحقيقها دون توافق وشراكة دولية. الشروط الأولية لمثل هذه البرامج صعبة جدا، كما أن دورها المحتمل كداعم للاستقرار في زمن تحول المناخ يعتبر في غاية الأهمية.


دينيس تينسلر هو مدير سياسة المناخ الدولية في مركز أبحاث أدليفي في برلين الذي يقدم أيضا المشورة للحكومة الألمانية الاتحادية في موضوعات المناخ والبيئة والتنمية. موضوعات اهتمامه الرئيسية هي سياسة المناخ والطاقة، إضافة إلى السياسة الخارجية والأمنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *